شب عمرو عن الطوق... / بقلم : أمبيريكة محمد مؤمل

خلته رجلا.. والأعظم من ذلك أنني اعتقدت أنه من أهل هذا الزمان.. ذلكم هو حاكم  مدينة الأضواء وراعي برج إيفل..

 الشيء الذي دفعني إلي الجلوس أمام الشاشة الصغيرة وأتابع خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المجتمعة ظنا مني أنه آت بجديد يتناسب مع الظرفية التي نعيشها ودرجة الوعي التي أصبح الجميع يتمتع بها: أرتقب منه أي اعتذارا أو ردا لأي اعتبار لمستعمراته السابقة وللبلدان التي شاركت بلاده وأبناء جلدته  في غزوها وتدميرها بحجج واهية كفلسطين والعراق مثلا.......(مرفأ مرسيليا.....و...و....وأسلحة الدمارالشامل المزعومة......).

اعتلى صاحبنا الخشبة وبدأ يتغنى ببلاده ويشيد بالذين ساهموا في جلاء الغزاة عنها حتى أنه ذكر الأفارقة من المجموعات التي ساهمت في ذلك دون أن  يخبرنا هل كان مكرها أخونا  لا بطلا؟!

 وصف الذين غزو بلاده بالبربرية دون أن يصنف لنا طبيعة صنيع بلاده عندما كانت تقوم بنفس المسلكيات عله لم يسمع ما الذى أمكن الطينة أن تتفوه به إذا كانت الصخرة تتأذى عند ملامسة الماء...رمى سبعين سنة لا أدري أين ولا كيف!! وشرع يتحدث عن الشام واليمن وبلاد الرفدين والارهابيين وصوت  الطفلة! واختزل مأساة الأمة في كلمات لاتسمن ولاتغني من جوع.... والتي  لو حباني الله شعرا لأنصفت الخنساء ورثيتها...

قررت الصبر على المشاهدة والإصغاء  وكأن الصدى يردد: "بأية حال عدت يا عيد لما مضى أم فيك تجديد..."

...واصل الحاكم الاسترسال في حديث معزز باهتزازات  يُشهد يمينه تارة ويساره تارة أخرى بِنفَس دكولي  أونابليوني أوهما معا حتى أخبرنا أنه سيعقد مؤتمرا في فبراير 2018 ليس في باريس ولكنه في دكار، أو  في مدينة سان لويس - على الأصح "اندرْ" بلغة أهل البلد- حيث  كان يقيم فيدرب وإخوانه وأعوانه... وأنه سيعلم الشباب والشابات ويهذبهم ... لا أعرف من هم أصحاب الحظ .

ولأنني أجهل الكثير.. الكثير.. عن تربية الشعوب، أود أن اسأل، لعلي أفهم أكثر:

 أما كان حريا بمؤدب القوم -هذا - أن :

  •  يعقد مؤتمره  -الواعد - في جزيرة كورة التي توجد بها الدار الشهيرة  التي كانت تشحن منها النساء للبيع في أصقاع الدنيا مع آبائهن وأبنائهن  وإخوانهن.....والجميع في صياح وصمت وأنين؟! حتى نلمس فيه نوعا من إتيان البيوت من أبوبها... ويضع يده على مكمن الجرح ؟
  •  ينقل التصنيع إلى البلدان التي تخلفت نتيجة الاستعمار مما  قد يخلق شراكة تتناسب مع نضج هذه الشعوب التي شبت عن الطوق ولم تعد تقبل بالذين يرد فيهم المثل القائل "ضربني وبكى سبقني واشتكى هيهات هيهات...
  •  يضطلع على الدين الإسلامي حتى يعرف العالم أن المتدين لا يمكن أن يكون متطرفا. ولوكانت الزيادة في الدين تسبب التفجيرات وقتل الأبرياء.. لكان العلماء العاملون أولى بذلك ؟

فنحن أمة انفتاح : النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ دليلا من غير المسلمين ومدحه بأنه أمين وعاهد كفار قريش ويهود الجزيرة العربية كما أنه كان يعرف المنافقين ولم يقتلهم.

 وهذا الطرح ممكن وسهل التطبيق ويضمن مصلحة الجميع. و إذا كان المؤدب يرى غير ذلك فسنعرف عندئذ أنها ليست إلا "شنشنة أعرفها من أخزم".

 

تصنيف: 

دخول المستخدم