أثار العقيد السابق في الجيش اعل ولد محمد فال رئيس موريتانيا الأسبق خلال الفترة الانتقالية (2005 -2007) ردودا كثيرا لما دعا البرلمانيين لعدم التصويت على التعديلات الدستورية المنبثقة عن نتائج الحوار الوطني الشامل الماضي. وكانت موريتانيا المعلومة قد نشرت بعضها مثل مقال باللغة الفرنسية كتبه الدكتور عبد الله ولد النم تحت عنوان:
"بأي حق يعطون تعليمات تصويت لليرلمانيين؟"
ولم يذكر كاتب المقال اعل ولد محمد فال بالاسم رغم أنه لم يتحفظ من الرد عليه ولا من نقده مذكرا كيف وصل إلى السلطة مشيرا أن الآمر لم يكن بمبادرة منه وإنما قبل التعامل مع الفاعلين الحقيقيين للتغيير السياسي آنذاك حيث رضخ لمطلبهم منتهزا الفرصة. كما ألح على أنه يستبعد كثيرا كون البرلمانيين سيصغون لأمره مبينا ولاءهم للأحزاب وللقوى السياسية التي يمثلون والتي ليس للعقيد اعل ولد محمد فال أي تأثير إيجابي عليها حسب كاتب المقال.
وفي النص الموالي أبدى أيضا كاتب آخر رفضه الشديد لموقف الريس السابق للفترة الانتقالية موجها إليه انتقادات شديدة واصفا إياه ب "أبوالبطاقة البيضاء" وفي هذا الوصف إشارة واضحة وتذكير بما قاله اعل ولد محمد فال لما دعا قبل الرئاسيات المنبثقة عن الفترة الانتقالية سنة 2007 إلى تصويت ابيض. الأمر الذي رأى فيه المراقبون آنذاك رغبة اعل في تمديد الفترة الانتقالية تحت رئاسته.. وهو ما رفضه من أوصلاه للسلطة: ابن عمه محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الحالي والفريق ولد الغزواني.
ومنذ ذلك الوقت ساءت العلاقة كثيرا بينه مع ابن عمه الذي صار يكن له البغضاء والكراهية. وما زالت الهوة تتسع بينهما لأن ولد محمد فال يعمل ضد ولد عبد العزيز بكل ما أوتي من قوة مستغلا كل فرصة. ولا غرابة في أن يكون هذا السلوك الذي تحركه احقاد ذات طابع أسري هو الدافع الحقيقي للبيان الأخير الذي وجهه اعل ولد محمد فال للبرلمانيين والذي نال قسطا لا يستهان به من الردود الرافضة. من بينها النص التالي:
" حين يحرض أبو البطاقة البيضاء
نوافذ (نواكشوط ) ــ دأب الرئيس الانتقالي السابق على توزيع بياناته، بعد ترجمتها، حين تقوم الدولة بعمل تنموي وطني يريد التشويش عليه. واليوم في الوقت الذي تستعيد فيه الدولة سيادتها على الثروة السمكية التي ظلت نهبا للأجانب، يتخبط الرئيس الإنتقالي السابق في بيان مرتبك يحرض فيه نواب الشعب على التمرد...
يزعم مدير الأمن السابق الدفاع عن علم الإستعمار الذي جلبه من السنغال، كما جلب غيره، ولم يكن في يوم من الأيام نتيجة خيار وطني، وإنما ورثه الموريتانيون مع الحزب الواحد. هذه "الغيرة الجديدة" على العلم غابت حين وصف أحد السياسيين المتحالفين مع الرئيس الإنتقالي، العلم بأنه "اشريويطة" وفي ذلك ما فيه من الإهانة للعلم الذي "انصهرت فيه كل تضحياتهم وأمجادهم..."، وأحرق العلم، وديس عليه من قبل متظاهرين معارضين، ولم يحرك "الإنتقالي" ساكنا وفي ذلك دليل على أن العلم ليس سوى قميص عثمان يلوح به للتهييج مصارع طواحين الهواء في ساحة مسجد ابن عباس التي غدت شبيهة بساحة جامع الفنا؛ مليئة بالحواة والثعابين والنصابين والضحايا والسياح والمتفرجين...
فكلما بح صوت المعارضة، وأخلد شيوخها إلى راحة مستحقة ظهر "الانتقالي" عبر بيان مترجم يستنسخ بياناته السابقة. ويبدو أنه مل استنهاض معارضة احتفت به في البداية طمعا في ماله، فلما علمت أن المال في حرز مكين عند "مَّا"، لفظت "الانتقالي"، إلى هامشها. لذلك لجأ "الانتقالي" في بيانه الأخير إلى النواب يحرضهم على التمرد!!!
سيمر البيان، مثلما مرت البيانات السابقة في تجاهل تام ممن وجه إليهم، ويختفي "الانتقالي" شهورا عديدة ليظهر من جديد محرضا المواطنين على التصويت بالبطاقة البيضاء ليتراجع تحت ضغط ضباط وطنيين جاؤوا به إلى السلطة وأخرجوه منها...
سيدي محمد بوجرانة
تصنيف: