عجبا لبراءة او سذاجة أهل هذا الزمان الذين رأيتهم ينتقدون بكاءك يا محمود عباس أمام جنازة الإرهابي شمعون بيريز‼ إنهم نسوا أو تناسوا أنك لا تقف حزينا امام جثة هذا المجرم.. بل على هذه الأرض الطاهرة التي ربما تكون هذه المرة الأولى التي تطؤها قدماك منذ النكبة الأليمة وانت في هذا الموقف المضني من المسؤولية، حيث تستحضر في هذا المشهد الكئيب كيف هُجِّر الأطفال والنساء من أرضهم الطيبة عنوة و بلا رحمة.. مظلومين مقهورين. والعالم والعرب شهود عاجزون...
لقد كان عليك ـ وانت الخريج من مدرسة المحن الفلسطينية الذي يعلم كم نحن نؤمل فيه الكثير ـ عليك فعلا أن تبكي بكاء شديدا.. وأن تذرف ـ ليس فقط دموعا غزيرة فحسب، بل دما ساخنا كالجمر الأحمر.. حتى تبكي معك الأرض والسماء والبحر.. و يبكي جميع من غاب و من حضر : من بشر.. و حصى.. و شجر... لعل في البكاء ما يخفف من المعاناة أمام عجز أمتنا وضعفها أمام الخطر...
امبيريكه محمد مؤمل
تصنيف: