ولد إشدو يخاطب ولد الغزواني : فخامة الرئيس، انتم في واد، ونحن في واد!

فخامة  رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني...
نحن نعلم أنكم من أرومة متئدة، تؤمن بأن الفعل أبلغ من القول، وأن الصمت أفضل من الكلام! وحينما وجب الكلام تقدمتم أمامنا بـ "تعهداتـ"كم التي كانت في منتهى الوضوح والكمال حيث فصلتم فيها ما تتعهدون بتحقيقه لبلدكم وشعبكم من خير، وأفصحتم عن هويتكم السياسية بصفتكم تستمدون شرعيتكم وشعبيتكم من حركتي 3 و6 أغسطس المجيدتين ومن النظام الوطني الذي شاركتم بقوة وفعالية وحزم في تأسيسه وتوطيده والعبور به إلى بر الأمان والتداول الديمقراطي للسلطة! وقد جاء اختياركم لوزيركم الأول وللحكومة منسجما مع ما تعهدتم به لشعبكم. ثم عرض معالي الوزير الأول برنامج حكومته القيم المطبق لتعهداتكم أمام البرلمان؛ وصادق عليه البرلمان بأغلبية كبيرة!
بيد أننا كنخبة عانينا الأمرين من اتجاهكم، ومن الممارسات والأساليب التي تتبعونها! فأنتم في واد، ونحن في واد! ولكي نلتقي وننسجم، فإننا نذكركم من جهة بقاعدة سياسية ذهبية هي أن التعهدات الانتخابية لا تلزم غير سامعها! ومن جهة أخرى، نتمنى عليكم من أعماقنا أن تنظروا إلينا بعين الرحمة، فتنفذوا شيئا ولو قليلا من برامجنا:
ـ فنحن أولا وأخيرا نفضل الكلام على العمل، لأننا نعيش على الكلام! ونريد منكم ـ من فضلكم ـ أن تتكلموا كثيرا بدل أن تعملوا، حتى نجد ما نسد به الفراغ ونملأ الدنيا ونشغل الناس! فنحن لا نطيق هذا الصمت القاتل لمواهبنا وبرامجنا وخططنا الخلاقة! ساعدونا بما يعطي لما نكتبه عنكم من توقعات وتنبؤات وأماني شيئا من المصداقية: تذبذبوا واخطئوا قليلا وانكصوا وجادلوا وتشاجروا والعنوا من سبقوكم... لعلكم تفلحون!    
ـ وإذا كان لا بد من عمل، فليكن ذلك بسرعة، فنحن لا نحتمل التروي والتبصر وخرافة "الرجل المناسب في المكان المناسب"، ونكره المصلحين والوطنيين الحمقاء، وبالتالي فإننا نتوسل إليكم أن "تخوظوا" المشهد الوطني وتجعلوا عاليه سافله، وتتخلصوا من جميع من كانوا في الواجهة وتجعلونا نحن في الواجهة ولو مؤقتا حتى "نترگع"! فما ذا يضيركم لو عينتم على سنيم أو شوم أو ميناء نواكشوط أو حتى قيادة الأركان مثلا مدير "موقع" أو رئيس "حزب" أو رئيس "نقابة" أو رئيس "جمعية أهلية"؟ 
وإذا عز عليكم ذلك، فأسرعوا على الأقل في ملء الفراغ الحالي حيث أحصينا ونشرنا في جميع وسائل إعلامنا وإعلام غيرنا وجود "30 وظيفة شاغرة" يجب ملؤها بسرعة؛ وإياكم ثم إياكم من أن تعينوا فيها من لا يستفيد منها ولا يفيدنا نحن، فقد مسنا الضر!
وأخيرا، فما فائدة هذه المجالس الوزارية العقيمة؟ هل تعتقدون أن التقارير التي تقدم إليكم عن الأوضاع، ومشاريع القوانين التي تتخذ هنا وهناك، تسمن أو تغني من جوع، أو تثير اهتمام النخبة؟ كلا، بل الذي يهمنا هو التعيين. ولا شيء غير التعيين: "الإجراءات الخصوصية التالية"!      
فالبدار، البدار! يا رجال الغيث!
 الأستاذ محمدٌ ولد إشدو

تصنيف: 

دخول المستخدم