هل وكيف دعا الشيخ الددو إلى التصويت لصالح غزواني؟

يتم الآن على نطاق واسع تداول وثيقة مصورة على أنها فتوى من الشيخ محمد الحسن ولد الددو حول مواصفات مرشح الرئاسيات الذي "يَحرُم التصويت" له- حسب ولد الددو- منطلقا من منظور الشريعة الإسلامية  ومعتمدا على  أدلة  نقلية وعقلية، مبنية على تأويل الشيخ نفسه لنصوص اختارها من القرآن الكريم ومن الحديث الشريف ليسقطها ويطبقها على المفهوم العام للانتخابات في البلاد الاسلامية.

 وتعددت قراءات الناس لهذه الوثيقة. بعضهم شكك في كونها صادرة عن الشيخ الددو. بينما تفرق القابلون بمصداقيتها حول هدفها السياسي.. إذ احتسب جل الذين وصلنتا ردود فعلهم أنها بمثابة دعوة إلى التصويت لصالح ولد الغزواني بوصفه اقرب المرشحين بعفل تربيته وثقافته الإسلامية، التقليدية والعميقة، للمواصفات الشرعية التي استنبطها ولد الددو من قراءته لنص القرآن والحديث ليتخذها معيارا بنى فتواه على أساسه.

وهذا تأويل معقول، غير أن محاولة البرهان عليه من خلال نص الفتوى وحده لا تعطي ما  يكفي من الأدلة القاطعة، الشافية تماما للغليل.

أما حول السؤال: هل الفتوى صادرة حقا من الرجل المنسوبة له؟ فهذا أمر مؤكد: هي بخط يده، تحمل خاتمه، موقعة باسمه، محررة بأسلوبه ولغته...

لكنها من حيث المضمون، تثير فعلا تساؤلات عن المغزى السياسي الذي يبتغيه الشيخ الددو في الظرفية الراهنة من وراء هذه الخرجة الإعلامية ذات الطابع المزدوج، الديني والسياسي في آن واحد:  

هل هي بمثابة "رسالة مشفرة" يوجهها لقومه في التيارات الإسلامية ليرشدهم من خلالها  إلى مرشح الرئاسيات الذي يفضله هو، ومن ثَم يدعوهم إلى التصويت له والوقوف إلى جانبه؟

وهل وقع خياره - كما ذكر بعض المراقبين منذ فترة - على محمد ولد الغزواني، مواكبة منه لأمواج التأييد الجارفة التي تلقاها "مرشح الاجماع الوطني" من طرف حركة الإخوان المسلمين، حراك جماهيري واسع تقوده زعامات وشخصيات وازنة ومتنوعة مقربة من الشيخ محمد الحسن ولد ولد الددو شفاه الله وأطال في عمره؟

ويضيف القائلون بهذا التطبيق  لفتوى الشيخ الددو على الانتخابات الرئاسية الموريتانية الراهنة، أن محمد ولد الغزواني ليست له "سوابق سياسية" تنفر منه الناشطين في مجال الإسلام السياسي. مضيفين أنه- خلافا لأحد منافسيه البارزين- لم تكن له مسؤولية سياسية خلال قمع "الإخوان" في عهد ولد الطايع وأنه لم يتصور مع السفير الإسرائيلي في نواكشوط، بل على العكس كان الشخصية الثانية في الدولة وشريكا في القرار لما قطع الرئيس محمد ولد عبد العزيز ونظامه العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وكذلك لما قبل النظام بالتعاون مع حزب تواصل كلما كان كان قادته يتصرفون تبعا لنهج "النصح" بدلا من   تكتيكات "النطح" على حد تعبير السيد محمد جميل منصور الرئيس السابق لحزب تواصل

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي) 

تصنيف: 

دخول المستخدم