الإجماع العلمي واضح: أزمة المناخ والتراجع السريع في التنوع البيولوجي جاريان، والنشاط البشري هو سببهما. وأثار ذلك عامة على النظم البيئية والمجتمعات البشرية، وبعضها لا رجعة فيه. ويتواصل تجاوز حدود المعمورة واحدة تلو الأخرى، بينما يعيش فعلا نصف البشرية تقريبا في حالة هشاشة شديدة.
في تقريرها السادس، تحث "المجموعة البين حكومية الدولية حول متابعة التغير المناخي" على الدور الحاسم لوسائل الإعلام في "تأطير ونقل المعلومات المتعلقة بتغير المناخ". وينبغي على جميع الصحفيين أن يكونوا على مستوى التحدي الذي يمثله ما للمناخ من أثر بالغ على الأجيال الحالية والمقبلة. وفي مواجهة الإلحاح المطلق للوضع، يجب علينا، نحن الصحفيين، تغيير الطريقة التي نعمل بها لإدماج هذا الرهان بشكل كامل في معالجة المعلومات.
هذا هو الغرض من هذا الميثاق. لذلك ندعوا المهنة إلى:
- التعامل مع المناخ والكائنات الحية والعدالة الاجتماعية بطريقة عرضية. هذه المواضيع لا ينفصل بعضها عن بعض. فلا ينبغي أن تقتصر البيئة بعد الآن على عنوان واحد؛ بل يجب أن تصبح واجهة يمكن من خلالها النظر في جميع الموضوعات.
- القيام بعمل تربوي. البيانات العلمية المتعلقة بالمسائل البيئية غالبًا ما تكون معقدة. ومن الضروري شرح مقادير القيم والمقاييس الزمنية، وكذلك تحديد العلاقات بين السبب والنتيجة، وتقديم عناصر للمقارنة.
- التساؤل حول اللغة والصور المستخدمة. من الأهمية بمكان اختيار الكلمات الصحيحة من أجل وصف الحقائق بدقة ونقل وبيان ما هو ملح. مما يقتضي تجنب الصور والتعبيرات المبتذلة والكثيرة التداول التي تشوه الموقف وتقلل من خطورة الوضع.
- توسيع نطاق معالجة الرهانات. لا ينبغي الاقتصار على وضع الناس أمام مسؤوليتهم الفردية فقط، لأن معظم الاضطرابات تنتج على مستوى مؤسساتي وتتطلب ردود فعل سياسية.
- التحقيق في أصول الاضطرابات الجارية. يجب التساؤل والتفكير حول نموذج النمو والفاعلين الاقتصاديين والماليين والسياسيين ودورهم الحاسم في الأزمة البيئية. وينبغي أن نذكر بأن الاعتبارات قصيرة المدى قد تتعارض مع مصالح البشرية والطبيعة.
- ضمان الشفافية. عدم الثقة في وسائل الإعلام وانتشار المعلومات الكاذبة التي تقزم الحقائق، أمور تجبرنا على تحديد المعلومات والخبراء المرجعيين بعناية، لإظهار المصادر بوضوح والكشف عن احتمال تضارب المصالح.
- الكشف عن الاستراتيجيات الهادفة لبث الشكوك في أذهان الجمهور. تعمل مصالح اقتصادية وسياسية معينة بنشاط لتكوين بيانات تضلل فهم الموضوعات وتؤخر الإجراءات اللازمة لمواجهة الاضطرابات الجارية.
- الاطلاع على الإجابات على الأزمة. البحث بصرامة في طرق التصرف في مواجهة قضايا المناخ والكائنات الحية، مهما كان حجم نطاق تطبيقها. وكذلك التفكر في الحلول المقدمة لنا.
- التكوين المستمر. للحصول على رؤية شاملة حول الاضطرابات الجارية وما يترتب عليها بالنسبة لمجتمعاتنا، يجب أن يكون الصحفيون قادرين على التدريب طوال حياتهم المهنية. وهذا الحق ضروري لجودة معالجة المعلومات: يمكن لأي شخص أن يفرض من صاحب العمل أن يتم تدريبه في القضايا البيئية.
- معارضة التمويلات الواردة من الأنشطة الأكثر تلويثاً. من أجل ضمان اتساق المعالجة التحريرية لقضايا المناخ والكائنات الحية، يحق للصحفيين التعبير عن م موافقتهم دون خوف فيما يتعلق بالتمويل والإعلانات والشراكات الإعلامية المرتبطة بالأنشطة التي يرونها ضارة.
- . تعزيز استقلالية الخط التحريري. لضمان عدم رضوخ المعلومات لأي ضغوط، من المهم ضمان استقلالية خطها التحريري بالنسبة لمالكي وسائل الإعلام.
- ممارسة صحافة منخفضة الكربون. العمل على تقليل البصمة البيئية للأنشطة الصحفية، لاسيما عبر استخدام أدوات أقل تلويثًا، وذلك دون الانقطاع عن العمل الميداني. ولذلك ينبغي تشجيع هيئات التحرير على استخدام الصحفيين المحليين.
- تنمية التعاون. المشاركة في نظام إعلامي بيئوي والدفاعُ المشترك عن ممارسة صحفية تهتم بالحفاظ على ظروف معيشية جيدة على الأرض.
تصنيف: