مفهوم "فقه التخلف" لدى الدكتور ولد الزين.. والزواج بالجنيات لدى آخرين...

أدلى الفقيه والمحامي الدكتور الشيخ ولد الزين ولد الإمام بدلوه في موضوع "الجن والزواج بالجنيات"، معتبرا أن الانشغال بهذا النوع من الأمور من طرف الفقهاء إنما هو شكل من الوان "فقه التخلف"، على حد تعبيره.

وقد أضافت مداخلته بعدا فكريا يضفي طابع عصرنة على النقاش والجدل الدائرين الآن على أثر خرجة إعلامية لأحد أئمة البلد البارزين، حيث فاجأ هذا الأخير نظراءه والنخبة المثقفة والجمهور بطرحه لقضية "الزواج من الجنيات" وتركيزه على إمكانية الأمر ومشروعيته. وقد أثارت خرجته كثيرا من الردود الناقدة اتخذت أشكالا متعددة.. كان أكثرها ساخرا.

وخلافا لهؤلاء، فقد ابتعد الدكتور ولد الزين كعادته عن السخرية كأسلوب للتعبير عن موقفه، بل كان جديا في رده.. وعميقا وحازما في نفس الوقت.. حيث كتب :

"(...) انشغال الفقيه بمثل هذه القضايا ترف فكرى لا يناسب حال الأمة وما هي فيه من وحل وسقوط مما يحتم الانشغال بقضايا أكثر جدية وواقعية .
إذا كان مؤرخو الأدب يقولون بأن هناك أدب وشعر الانحطاط، فلا شك أن هذا من فقه التخلف،
و يُظهر الفقهَ والفقيهَ فى صورة لا يرضاها كلُّ غيور على دينه وأمته."

 ويشكل هذا المقطع جزءا من التدوينة التالية التي تداولها كثير من المشاركين في الفيسبوك. وقد بين جل المعلقين عليها أن طرح الدكتور ولد الزين سليم ووارد تماما، لكونه لا يقبل للفقيه بان يبقى حبيسا لتقاليد فكرية جامدة.. يجتر صاحبها قوالب عقيمة قد ولى زمانها.

وقد عرف الدكتور الشيخ ولد الزين ولد الإمام بكونه احد الأوجه البارزة في المشهد الفكري والفقهي العصري الوطني حيث له مؤلفات ومحاضرات كثيرة تتعلق بمواضيع دينية وفكرية مختلفة. وتتسم قراءته للنصوص المرجعية وبتطبيقها على القضايا المجتمعية بالحداثة والوسطية معتمدا في ذلك على ثراء وتعدد المصادر التي ينهل منها...

وفي إطار رؤيته العصرية الإسلامية هذه، يدخل ما اطلق عليه هو تسمية "فقه التخلف"، كمفهوم يشكل رفضه له ولما ينجم عنه ـ مثل الزواج من الجنيات ـ  إحدى المرايا العاكسة لمساره الفكري بوصفه أحد العلماء المسلمين المجددين: اي الذين ينظرون إلى الأمور الدينية والدنيوية من زواية اجتهادية تعارض كل ما من شأنه أن يحول ـ دون مبرر شرعي مقبول ـ بين المجتمعات الإسلامية ومسايرتها للعصرنة ومتطلباتها. 

البخاري محمد مؤمل

-------------------------

"فقه التخلف 
يحز فى نفسي كثيرا أن يظهر الفقيه وكأنه يعيش خارج الزمن .يعالج  قضايا ويثير قضية تناولها السابقون إما افتراضا أو كرامة أو فضولا لكنها موضع تندر وغرابة حتى ممن عاش ذلك الزمان .
اعرف أسرا تدعى أو يقول الناس أن أمها جنية .
لكن انشغال الفقيه بمثل هذا القضايا ترف فكرى لا يناسب حال الأمة  وما هي فيه من وحل وسقوط مما يحتم الانشغال بقضايا أكثر جدية وواقعية .
إذا كان مؤرخو الأدب يقولون بأن هناك أدب وشعر الانحطاط فلا شك أن هذا من فقه التخلف  و يظهر الفقه والفقيه فى صورة لا يرضاها كل غيور على دينه وأمته ."

الدكتور الشيخ ولد الزين

تصنيف: 

دخول المستخدم