وصلتنا رسالة من أحد القراء يحتج فيها على نشرنا الدائم لمقالات الأستاذ محمد ولد إشدو التي يبدو أنها لا تعجبه كثيرا وخاصة مقاله الأخير: أوقفوا مساعي الوقيعة بين موريتانيا والمغرب.
وقد أرفق رسالته بنص تطلب كاتبته ـ النانة لبات الرشيد ـ من الصحراويين وأنصار قضيتهم عدم الرد على الأستاذ إشدو، و" ما أتاه ـ على حد قولها ـ من تحامل بغيض و خلط في المفاهيم و تضليل للحقائق ، إضافة للزج بقضية عادلة و مصيرية كقضية الشعب الصحراوي في أتون أزمات دولية ثنائية كثيرة الحدوث بين الدول المتجاورة و المتباعدة كذلك"، معتبرة أن دفاع الأستاذ إشدو عن متهمين أو موقوفين في قضايا تتعلق بالدين الإسلامي ـ مثل قضية ولد امخيتير ـ وحده يكفي لدحض أقواله وحججه مهما كان موضوعها أو نوعها.
لكنه من المسلم به أن قضية الصحراء الغربية موضوع جدلي تتباين الآراء بشدة حوله. وموقف السيدة النانة لبات الرشيد يعبر عن رؤية أحد اطراف النزاع. كما أن ذ. إشدو له هو الآخر تصور مخالف حول الموضوع. وعلى الإعلام الحر ان يكون مرآة عاكسة لهذا التباين في المواقف.
من هذا المنظور التعددي، فإننا في موريتانيا المعلومة ملتزمون بحريتنا التامة في نشر المقالات التي تصلنا طالما أنها تحترم القانون وميثاق الشرف الذي نتقيد به وكذلك المعايير الفنية المتعلقة بفن الكتابة. ونحترم اصحابها ونقدر الآراء التي يفصحون عنها ولو أننا قد لا نشاطرهم بالضروة نفس الطرح. غير ان خلافاتنا معهم لا تمنعنا من نشر مقالاتهم، بل قد تشكل احيانا حافرا إضافيا لذلك. لأن قناعتنا راسخة بأن الرسالة الإعلامية تعددية أو لا تكون.. وبأن الرأي الآخر مصدر إثراء فكري ينبغي تقبله باريحية والتعامل معه بشكل بناء.
وسلوكنا هذا ينطبق على جميع من تلتقي طريقنا معهم في مجال مزاولة أي نشاط ذي طابع صحفي سواء كانوا قراء أم كتابا. وقطعا فإن المحامي البارع والكاتب والشاعر الموهوب والمقارع السياسي المحنك الأستاذ محمد ولد إشدو احد ابرز الأقلام التي كان وما زال لنا الشرف في تلقيها. وكونه لا يتوارى عن المواضيع ذات الصبغة الجدلية لا يشكل عقبة بالنسبة لنا ـ بل على العكس من ذلك ـ فهذا النوع من المثقفين يقدم مادة اعلامية نحن في حاجة ماسة لها في العالم العربي الذي يعاني كثيرا من الرتابة العقيمة والتقليد الاعمى.
وفي نفس السياق يأتي استقبالنا للمقال المطالب بعدم الرد على ذ. ولد إشدو ـ كما أسلفنا . وهذا يدخل في إطار فتح موقعنا أمام الجميع وفي إطارالمقارعة السليمة للأفكار المتضاربة ونقاشها. وقد تحققنا من تأصيل المقال ـ أو على الأصح التدوينة ـ لأننا قمنا ببحث مكننا من العثور عليه على صفحة كاتبته على الفيسبوك.
البخاري محمد مؤمل (المدير الناشر لموريتانيا المعلومة)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدوينة النانة لبات الرشيد
سألني أحدهم عن رأي فيما كتبه المحامي الأستاذ ولد الشدو عن جبهة البوليساريو و الشعب الصحراوي عموما و قضيته ، و ما أتاه من تحامل بغيض و خلط في المفاهيم و تضليل للحقائق ، إضافة للزج بقضية عادلة و مصيرية كقضية الشعب الصحراوي في أتون أزمات دولية ثنائية كثيرة الحدوث بين الدول المتجاورة و المتباعدة كذلك .
و رغم إهتمامي البالغ بمحاربة التضليل الذي يطال قضيتنا الوطنية ، و الذي أراه دورا من أدوار النضال في سبيل التحرير و الكرامة ، إلا أنه ليس كل متحدث يستحق الرد و النصوص غير المترابطة فكريا يربطها أحيانا تفكيكها ، و اذا ما اجتمعت معطيات على شاكلة ما ذكرت سابقا يكون التغاضي عن بعض ما نسمع من قول و نرى من مكتوب أنبل و أسلم أحيانا .
في حالة الأستاذ ولد الشدو ، لا يمكنني إلا القول بأنه من الجهل تماما جدال رجل قد سولت له نفسه الدفاع عّن قادح النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة و السلام و آله و صحبه أجمعين ، المجرم ولد لمخيطير لعنه الله ،هذا الذي اهتزت لجرمه بلاد المنارة و الرباط .
لا أحتاج التأكيد بأنه لا مرتبة لبشر أو مَلَك عند الله سبحانه و تعالى تطال أو تدنو حتى مرتبة نبي الرحمة ، خاتم المرسلين و سيدهم محمد صلى الله عليه و سلم ، و مرتبته عليه الصلاة و السلام عند المسلمين كافة مقدسة منزهة و حبه و اتباعه من ركائز الإسلام الصحيح ، و كما يتقرب لله سبحانه بحب نبيه المصطفى عليه الصلاة و السلام ، يكون القادح له -حاشاه- وناصره أبعد ما يكونان عن الله، أقرب هما للعنة السماوية .
كيف إذن يُغضبنا قول ولد الشدو فينا و قد تطاول على أشرف خلق الرحمن ، رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
اذا كان لي رأي في الموضوع فأختصره دعوة لكل الكتاب و المثقفين الصحراويين ، بمقاطعة الرد عن فحوى مقال ولد الشدو ، و إلا فمقارعة الحجة بالحجة ، و كشف مكامن التضليل دون الإساءة لموريتانيا الشقيقة و شعبها .
تصنيف: