كابوسٌ من وراء طنب الخيمة...[i]

البرد قارس، والكهرباء معدومة في الحي؛ لكن في تلك اللحظات المتأخرة من الليل لم يكن الشاب يأبه بعدم الانارة؛ حشد عزمه وملأ يديه هوًى أطلقه في اتجاه الفتاة وهو يشير لها خفية بطرف عينه من "وراء طنب الخيمة". استيقظت من نومها، وبدأت بصعوبة تستنشق من وراء حجاب هواء كلماته الخافته وحركاته الخجولة وتعاتبه بصوت بدأ ضعيفا قبل أن يعلو قليلا، رويدا رويدا:

انت مزعج عنيد. ما لك لا..."

امتلكته حيرة قوية ممزوجة بخوف... وقبل أن تكمل سؤالها، شعر المسكين بألم شديد ودم مر يخرج من فمه.. ينزف من جرح في قلبه شقَّه ذعرٌ مفترسٌ جاءه في زي خطيبها وابن عمها "جابر". فكان دخان الغيرة النتن والحياءُ الثقيل يغمران أنفاسه وهو يختنق شيئا فشيئا إلى أن توقف فجأة كل شيء: صحا من نومه وانقشع غيم الاحلام والأوهام.

أطار، أكتوبر 1986

ملازم أول : البخاري ولد احدو ولد محمد مؤمل

 

[i]  من الأرشيف (بتصرف)..

تصنيف: 

دخول المستخدم