سيتم وضع القمر الصناعي التونسي ''تحدي واحد'' (challenge one ) في مداره بعد عدة ساعات، في 20 مارس الجاري بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى السادسة والخمسين لاستقلال البلد؛ وتريد عملاقة التكنولوجيا التونسية ، المؤسسة الخصوصية "تالنات" (Telnet) المختصة في التكنولوجيا والبرمجيات والنظم الإلكترونية والأنشطة الهندسية، التي كانت وراء المشروع، توجيه رسالة أمل إلى التونسيين وإلى العالم في وقت يعيش فيه البلد أوضاعا سياسية واجتماعية صعبة في الحين الذي يعاني من هجرة الأدمغة.
وينتمي 'تحدي واحد'' إلى فئة الأقمار الصناعية الصغيرة الحجم التي يقع حجمها بين 10 إلى 20 سم؛ ويبلغ عمره المبرمج سبع سنوات، وسيتم اطلاقه من طرف الصاروخ الروسي سيوز 2 انطلاقا من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان، حيث سيتم وضعه في مدار منخفض متزامن مع الشمس (héliosynchrone) على مسافة من الأرض تقع بين 200 كم (حضيض) و 1600 كم(أوج). ويشكل 'تحدي واحد'' العنصر التأول من كوكبة فضائية تتألف من 30 قمرا صناعيا مماثلا سيتم أطلاقها من طرف نفس المؤسسة في غضون 2030.
وحسب موقع سكاي نيوز عربية، نقلا عن مدير المشروع المهندس أنيس يوسف، فإن مهمة القمر الصناعي تتمثل في تغطية العمل بتكنولوجيا الجيل الثالث للإنترنت وما يسمى إنترنت الأشياء وسيستخدم لأول مرة في العالم بروتوكول "لورا" (LoRa) في اتصالات الفضاء، وهو بروتوكول يسمح بالاتصال اللاسلكي بسرعة منخفضة للأجهزة المرتبطة بالإنترنت وذات الاستهلاك المنخفض للطاقة، ويستخدم في المدن الذكية والمراقبة الصناعية والزراعة الذكية، وسيعمل على تبادل المعطيات بين الأشياء في عديد المجالات ومنها النقل والفلاحة واللوجستيك ،وذلك من خلال استقباله المعطيات وإرسالها للمزودين في مختلف دول الكرة الأرضية.
وحسب نفس المصدر السابق، يؤكد المهندس أنيس يوسف أن "تحدي واحد" هو أول قمر صناعي عربي مصنع بإمكانيات محلية 100% من مهندسين تونسيين في شركة تونسية خاصة. وقال بنبرة يغمرها الفخر والاعتزاز" أخيرا سندخل إلى عالم تكنولوجيات الفضاء والصناعات المتطورة."
لكن هل هذا يعني أن عمليات انجاز هذا القمر الصناعي بأيادي تونسية وتحقيق المشروع، إن نجحت عملية الإطلاق، هل هذا كله يخول تونس دخول "نادي الدول الفضائية" الذي ما زال ضيقا؟ سوف نعود إلى هذا السؤال لاحقا.
(يتواصل...)
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف:
