عرف صاحب الرسالة بمزاولته العمل الصحفي ككاتب وكمترجم؛ والآن ها هو يدلي بدلوه في انتخاب المحامين حيث وجه رسالة إلى أحد المترشحين الذين بلغا الدور الثاني ينصحه بالتنازل لصالح خصمه والح على الموضوع . والمثير في الأمر أنه - حسب قوله- ليست له علاقة أو معرفة شخصية بأي من المتنافسين. بل اتخذ مبادرته على أساس ما يعلمه ويتصوره عن ولد أبتي وأهليته لقيادة الهيئة الوطنية للمحامين حسب المبررات والشروح التي قدمها.
وقد كتب رسالته بالعربية والفرنسية. وفيما يلي النص العربي كاملا:
"نصيحتي للمترشح لمنصب نقيب المحامين ذ محمد أحمد ولد الحاج سيدي
بعد التعبير عن التهانئ الخالصة للنتائج المشرفة التي نلتم في الشوط الاول الاخير من انتخابات مكتب نقابة المحامين الموريتانيين والتي افرضتم بشعبيتكم داخل السلك بالاتجاه الي شوط ثاني في تصويت نزيه ودمقراطي وغير سياسي بشهادتكم وشهادة منافسكم ذ ابراهيم وأبتي، لم يهدأ لي بال قبل أن أقوم بكتابة هذه الاسطر بسبب ضغط داخلي انتابني وبعض المراقبين والمحللين العارفين والمتطلعين علي عالم المحاماة في البلاد.
نعم ضميري يدعوني الي أن اوجه اليكم هذا الطلب الصعب المنال قناعة مني أنه يشرفكم اكثر وسيجعل منكم لا محالة أصغر نقيب لمكتب المحامين في أفق 2023 ينتخب بالأجماع و يفوز بمأمورية ثانية في 2026.
لم أكن لأكتب اليكم هذا الطلب والمتعلق بالتنازل لزميلكم المسن والاكبر والمنضال الشهم ذ ولد أبتي انصافا له وللتاريخ ولمسيرته الطويلة الساطعة و التي جعلته في الانظمة السابقة يخسر قصرا انتخابات المكتب نفسه بسبب تدخل الدولة و السياسيين في عمليات التصويت؟
ان ذ ولد أبتي الذي لم يبقي له الا أن يفوز في الشوط الثاني القادم أو ينتظر في الطابور الطويل حتي 2026 ليصبح نقيبا ما دام قد تعهد لمترشح تنازل لصالحه في الاستحقاقات الحالية أن يدعمه في انتخابات بعد 3 سنوات.
ذ ولد أبتي ضحي بالغالي والنفيس أكثر من اربعة عقود من أجل تمهين وشرف المحاماة صحبة ذ ولد محمد صالح و ولد عبد القهار و فاتمتا امباي و ولد اشدو و العديد من الزملاء الذين لا يسع المكان لذكرهم.
ذ ولد أبتي أطال الله عمره وعطاءه قد وصل اليوم الي ذروة المهنية و الخبرة وهي المكتسبات التي لا يجب أن تضيع بل يتطلب أن تصان و تعزز علما بأنها فد تكون خسارة كبيرة للوطن اذا لم يفز في الانتخابات الحالية حيث تكاد تكون حتما هي الاخيرة و الشفافة التي يخوضها في حياته وقد وصل من العمر ما سيدفعه، ان لم يفز في الاسبوع المقبل الي اعتزال نسبي للمهنة و أخذ قسط من الراحة المستحقة.
ومع تجديد طلبي لولد الحاج سيدي حفظه الله ورعاه فأنا علي يقين أن القيام بهذه التضحية الجسيمة تمثل شرفا نبيلا و انصافا للحق ووثبة وطنية و مفخرة للسلك باعتبار أن ذ ولد أبتي كان في كل مرة كبش فداء تاريخ البلاد الحديث وما شهده من تزوير وتنكيل و اقصاء وتهبيط للقدرات والكفاءات.
كما أن هذه التضحية التي سيسجلها التاريخ و التي ستجعل من ولد الحاج سيدي بأجماع السلك لما قام به من فعل مشكور وجبار وغير مسبوق نقيب المحامين المحتوم وبالأجماع في أفق 2023 بالرغم من تعهد ذ ولد أبتي لدعم مترشح آخر كما ستمكنه من الفوز بمأمورية ثانية الي غاية 2026.
وفي الاخير لا أري من الضروري انه لا فرق لولد أبتي أبين بين الفوز أو عدمه اذا ما كانت الانتخابات نزيهة بل سيسارع و يهنئ ويبارك لمنافسه اذا خسر تلك الاستحقاقات مادام قد شيد قناعته علي القانون والاستقامة و الحق.
وأخير أنبه أني لا أعرف ولا قرابة لي لأولد أبتي الذي أعجبت منذ عقود بنضاله المستميت و وقوفه مع الحق و صبره الذي لا يفهر مما يجعلني مع العديد من الاعلاميين و السياسيين و المفكرين نأمل في أن يفوز في الانتخابات الحالية لا علي حساب ولد الحاج سيدي الذي أثبت جدارته وانما بفضل ولد الحاج سيدي الذي ضحي من اجل انصاف الحق و اعطاء الكرامة لرمز سيبقي خالدا كأب الدولة المرحوم المختار ولد داداه.
وتولى منصب نقيب الهيئة الوطنية للمحامين منذ نشأتها عشرة محامين هم أحمد كلي الشيخ سيديا (1980 – 1983)، وجابيرا معروفا (1983 - 1983)، وحمدي محجوب (1983 - 1985)، ومحمد شين محمادو (1985 – 1987 و1989 - 1991)، ويعقوب جالو (1987 - 1989)، ومحفوظ بتاح (1991 - 2002)، ومحمد ماء العينين محمد خليفه (2002 - 2005)، وأحمد الشيخ سيديا (2005 - 2008)، وأحمد سالم بوحبيني (2008 - 2014)، والشيخ حندي (2014 - 2020).
محمد ولد محمد الامين
تصنيف: