وردت تكهنات حول تطورات محتملة بشأن طبيعة العلاقة بين المحكمة الجنائية الدولية ( Cour Pénale Internationale - CPI ) وموريتانيا، حيث استنتج البعض أن موريتانيا بصدد الانتماء إلى المحكمة الدولية. وبنى هؤلاء توقعهم على ما صدر مساء أمس عن السيدة افاتو بنسودا المدعية العامة لهذه المحكمة. فعلى أثر استقبالها من طرف الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز على هامش مشاركته في الدورة ال 72 للجمعية العامة للامم المتحدة، قالت السيدة افاتو بن سودا:
" كان لي الشرف ان التقيت فخامة رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية السيد محمد ولد عبدالعزيز وعبرت لفخامته عن امتنانا وتقديرنا لموريتانيا ولتعاونها البناء مع محكمة الجنايات الدولية , وهذا في الحقيقة هو هدف اللقاء".
غير أن هذا التصريح لا يعني إطلاقا أن موريتانيا سوف تنضم إلى محكمة العدل الدولية. بل إن الأمر مستبعد تماما في وقت عبرت فيه دول إفريقية متعددة عن نيتها في الانسحاب من هذه الهيئة القضائية الذي يثير تعاملها مع إفريقيا جدلا سياسيا وقانونيا عميقا. من أهم تجلياته رفض الاتحاد الإفريقي لبعض القرارات الصادرة عنها مثل مذكرة الإعتقال ضد الرئيس السوداني عمر البشير.
وكلنا نتذكر في هذا الصدد أن مشاركة هذا الأخير في القمة العربية المنعقدة في نواكشوط لم تثر مشكلة بالنسبة لموريتانيا لكونها غير عضو في هذه المحكمة على خلاف دول أخرى زارها البشير.. منها جنوب إفريقيا على سبيل المثال التي دخلت في ورطة دبلوماسية وقانونية لم يكن من السهل الخروج منها لكونها لم تعتقل الرئيس السوداني وهي عضوة في الهيئة الدولية التي اصدرت مذكرة الإعتقال ضده.
ومع ذلك لا يمنع موريتانيا عدم انتمائها إلى CPI من تطوير تعاون مثمر وعلاقات وطيدة معها كما تتعاون أي دولة مع منظمة او هيئة دولية ليست عضوا فيها وفقا للمصالح المتبادلة والمشتركة بين الطرفين. وهذا هو مغزى استقبال الرئيس محمد ولد عبد العزيز للمدعية العامة لهذه المحكمة.. وهو ما أشارت أيضا هي إليه لما تحدثت عن امتنانها وتقديرها لموريتانيا ولتعاونها البناء مع محكمة الجنايات الدولية.
البخاري محمد مؤمل
تصنيف: