بما أننا في حياتنا السياسية اليوم نعيش حالة من الشد و الجذب بين النظام و المعارضة و بغض النظر عن الأسباب و المواقف و القناعات فإننا نجد أنفسنا في إطار واجب النصيحة للمسلمين و الإصلاح بين الناس و المسؤولية الأخلاقية والوطنية اتجاه الأمة و الوطن أن نتوجه إلي الجميع و خاصة السياسيين من نظام و معارضة الذين هم أصحاب الشأن العام بالنصائح التالية:
- النظام: علي النظام ممثلا خاصة في رئيس الجمهورية في الوقت الحالي أن يركز على ما يلي:
- الحذر من الوقوع في مخططات الأعداء والمخادعين من السياسيين الذين يعتبرون السياسة لعبة خبث و خداع أصحاب المصالح فوق كل اعتبار سواء من المعارضين أو الداعمين، لأن هؤلاء حسب التجارب لا يمكن الوثوق بهم لسرعة خيانتهم و تقلب مواقفهم و قناعاتهم و الدليل هو كما تعرف سيدي الرئيس ليس فقط تخليهم عن الرئيس الذي كان يحكم و إنما وصف حكمه بالبائد و المستبد و المفسد إلى غير ذلك و من الصعب معرفة حقيقتهم لأنهم يوالون و يعارضون حسب المصالح الضيقة، و قد يتظاهرون بالموالاة و التأييد وهم في داخلهم معارضون و الدليل سيدي الرئيس لماذا لا تصوت تلك الحشود من الداعمين التي شاهدها الجميع في المهرجان الأخير لحملة الإصلاحات الدستورية في انواكشوط
- المباشرة في توفير الخدمات و تسهيل وصول المواطنين لها و حل مشاكلهم الملحة بصفة جدية و مواصلة سيدي الرئيس تواصلكم المباشر معهم للاطلاع على أحوالهم و مشاكلهم، لأن القضايا و الأمور قد لا تصلكم على حقيقتها. إضافة إلى محاربة الفساد و الرقابة على العمل الحكومي عن طريق الزيارات المفاجئة للمصالح العمومية للاطلاع على الحقائق لقيام المسئولين بمهامهم على أكمل وجه.
- عدم التركيز في التعيينات المقبلة سواء في الحكومة أو المناصب الأخرى علي السياسيين من أصحاب المبادرات و التأييد المبالغ فيه و الكلام المنمق لأنهم في الغالب يكونوا من المتمصلحين الباحثين عن مناصب و مصالح معينة أو الخائفين عليها أو الطامعين فيها.
- أن تعتمدوا سيدي الرئيس في التعيينات و إسناد المسؤوليات في تسيير المصالح العمومية علي أصحاب الكفاءة و الصدق و الشعبية غير المزورة عن طريق التزوير و الإعلام المعروفين بحسن الأخلاق و الصدق في القول و العمل و الذين يمتازون بالقبول خاصة في أوساطهم الاجتماعية و الوطنية، هذا بالإضافة إلى محاربة ظاهرة اللوبيات و العلاقات المبنية علي المصالح و الزبونية لكونها تعطل العمل الحكومي و تتسبب في انتشار الفساد و الكراهية و الحقد و ما إلي ذلك. و بث روح التضامن و التشاور و التنسيق بين الفاعلين و أجهزة الحكومة.
- تحقيق العدالة بين الناس جميعا مهما كلف ذلك عن طريق المساواة بين الناس بغض النظر عن أعراقهم و طبقاتهم و اتجاهاتهم و مواقفهم في الحقوق و الواجبات مثلا في المسابقات الوظيفية و احترام الكفاءة و الاقدمية في تولي المناصب، و كذلك تطبيق مبدأ المكافأة و العقاب في العمل و خدمة الوطن لنخلق تنافسا شريفا في صالح بناء المجتمع و الدولة.
المعارضة: أما المعارضة فعليها أن تستخلص العبر من الزمن و المواقف السابقة لها من القضايا الوطنية و تعمل على:
- الابتعاد عن الخطابات و الدعايات العنصرية و التشاؤمية و المضللة لكونها قد تتسبب إلي ما لا تحمد عقباه لا قدر الله من تأزيم الأوضاع و نشر الضغينة و الفتنة. فكلنا يعرف أهمية العافية و السلم و خاصة في هذا الزمن الذي شاهدنا فيه أهميتهما.
- التخلي عن الأنانية و الاستبداد في تسيير الأحزاب و التمصلح في المواقف .
- تغيير النهج السياسي من المقاطعة السلبية إلي المشاركة الفاعلة و الايجابية في الشأن السياسي العام للمشاركة في البناء.
- الاعتماد علي العمل الميداني و الخدمة التطوعية للمجتمع و الوطن بدل كثرة الكلام و الإشاعات لكسب ثقة المواطنين.
- نبذ الأحقاد و الحسد و التصلب السلبي في المواقف و كذلك الخلافات و المصالح الضيقة.
ومن هنا أقول للجميع و خاصة أصحاب الشأن العام بدءا من رئيس الجمهورية و انتهاء بصاحب أدنى مسؤولية سياسية و اجتماعية أنه علينا جميعا أن نراعي المسؤولية أمام الله في حق الوطن و المواطنين الذين حسب رأيي لا حول لهم من القوة إلا الصبر لله و الدعاء إليه أن يحفظهم من شرور و خبث و مؤامرات أهل السياسة و من والاهم من أصحاب الدراهم و المنافع.
و في الأخير أحذر أغلب سياسيينا و أغنياءنا و مسئولينا من يوم الحساب إذا لم يتوبوا من كثرة الكذب و النفاق، الخداع و التملق،العظمة و البخل، الظلم و الاستبداد، الحقد و الحسد،البغض و نشر الفتنة، التزوير و الاحتيال وما إلي ذلك ولهذا أنصحهم بالتوبة إلي الله قبل الموت و المبادرة إلي عكس ذلك لننشر الرحمة و الإخاء و السعادة و السلام في أوساط مجتمعنا و بلادنا.
وفقنا الله جميعا شعبا و نظاما و معارضة لما فيه الخير و الرشاد لنا و لوطننا العزيز
تصنيف: