ربما أكون أكثر حظا معها هذه المرة...

منذ يومين تقدمتُ بمجموعة من الأسئلة والملاحظات البسيطة وجهتها للمحاضِرة- السيدة النائب سعداني بنت خيطور؛ ومحاولة اتصالي بها كانت من خلال "صالون الحرية والأخوة" منظم المحاضرة عبر الواتساب لصالح اعضائه الذين يفوق عددهم 180 منتسبا. وتم تدخلي عند الساعة العاشرة و55 دقيقة مساءً ليلة الأحد الماضية.

ورغم انقضاء ما يزيد على 48 ساعة عليه، فما زلت انتظر جوابها. فعساي أكون أكثر حظا في الولوج إلى ردها عبر الفيسبوك من الواتساب.

وفيما يلي نص اسئلتي وملاحظتي، التي سبقتْ الإشارة إليها:

"البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

أتقدم بتحياتي لكم جميعا وللمحاضرة بصورة خاصة مع تهانئي لها على الجهد الفكري الكبير الذي بذلته.

وأشيد بصورة خاصة بشجاعتها وجراءتها. وطبعا فمن الصعب والنادر جدا أن يخلو عمل جري ء من مغامرات. واشعر أن الأمر ينطبق على ما قدمته المحاضرة. ويُستشفُّ ذلك حسب ما ظهر لي من خلال الأسئلة والملاحظات التالية:

1. هنأت المحاضرة الشعب الموريتاني بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني، ثم هنأت، باسم فئة "لمعلمين"، من "تضامنوا معهم" -حسب تعبيرها. فبأي صفة تتحدث: هل بوصفها ناطقة باسم "لمعلمين"؟ أم بوصفها مناضلة سياسية تحمل إيديولوجية معينة؟ أم بوصفها باحثة متجردة وموضوعية؟

2. في كلمتها التمهيدية أيضا قالت بأننا نعيش أزمة. ووردت كلمة "ازمة " على لسانها ست مرات على الأقل خلال صوتيتها الأولى التي دامت دقيقتين و20 ثانية. بعد ذلك اختفت الكلمة نهائيا طيلة بقية العرض التي أخذت ساعة وتسع دقائق. لماذا غياب الأزمة من العرض الرئيسي: ألم تعد موجودة بعد الكلمة التمهيدية؟ أم "الازمة" شعار من خطاب تقليدي "مصقول" عند بعض الساسة يطلقونه كلما سنحت الفرصة؟

3. في تعاريفها للمصطلحات والمفاهيم الأساسية، لم ألاحظ أن المحاضرة ذكرت مرجعا أكاديميا واحدا. هل تفادت ذلك عمدا؟ ولماذا؟ علما أن مناهج البحث العلمي تقتضي التأصيل خاصة في مواضيع جدلية كهذا. صحيح أن المقام ضيق على الغوص في المراجع الأكاديمية ونظريات علوم الاجتماع المعقدة. لكن، هل كان من اللازم الاقتصاد في الوقت لهذا الحد، وفي هذه النقطة بالذات؟ البروفسور عبد الودود ولد الشيخ، مثلا، يذكر دائما مراجعه الرئيسية في محاضراته التي تأخذ عادة 15 إلى 25 دقيقة.

4. منبع التراتبية التاريخي ووكرها المتين في منطقتنا هي المجتمعات الافريقية السوداء. ومن المعروف أن التراتبية تشكل أحد العوامل البنيوية المؤسِّسة في بلادنا لاجزاء عريضة من مكونات الشعب الموريتاني: هال بولار، صونينكي، الولوف. لماذا المحاضرة لا تتعرض للظاهرة ولو بأدنى كلمة في هذه المجتمعات؟ أم أن الموضوع مقصور على مجتمع "البيظان"؟ وإن كان الأمر كذلك لما ذا لا يعلنُ عنه ولا يربط بما يقع في جوار "البيظان"؟

5. أخيرا أخشى شخصيا من التوظيف السياسي للتراتبية مثلما تصفه القصة القصيرة الخيالية، موضوع الرابط التالي:

http://mauriactu.info/.../%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A3%D9%82...

مع تحياتي مرة أخرى:

عقيد (متقاعد) البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)"

تصنيف: 

دخول المستخدم