حين لا أريد بجهلي بدلا...

بعد ما يقارب نصف قرن من العمر اكتشفتُ كم أنا أحب الفن التشكيلي.. وكم أنا لا افهم فيه شيئا. وبدلا من أن اندم على جهلي، شعرت باعتزاز غريب لا أجد له من تفسير سوى براءة الطفولة الكامنة في كل منا. براءة لها نكهة طرية لا ابحث في مكامنها ولا مدلولاتها، حتى لا يشوش علي من يحاولون الغوص في معرفة وفك الغازها.

جهلي لما نطلق عليها "براءة الطفل" لا أريد به بدلا؛ وكذلك، فعندما اقرأ لوحة، فإنني انظر إليها بعيني أنا: بعفوية.. بعين ساذجة.. لا يسعى صاحبها إلى أن تشوبها شائبة: لا معارف فنية مكتسبة ولا مقاييس خارجية حددها خبراء لا يعرف كيف ولا من أين جاؤوا بها...

نظراتي الساذجة، واستمتاعي بأعمال الفنانين التشكيليين، تعيدني إلى طفولتي حينما كانت الأمور كلها علي جديدة، انعم باكتشافها.. تبعث في نفسي امواجا جياشة من الفضول.. أتصور لها أجوبة وحلولا لا تحدها مقاييس ولا معايير صممها غيري.

وقد يؤسفني كثيرا كوني اليوم عاجزا عن انْئي بنفسي عن التساؤل: متى وهل كنتُ حقا حرا في تصوري؟

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)   

تصنيف: 

دخول المستخدم