حذاء الشيخ باي يحير الصحافة . ويربك المعارضة المتشددة

فوجئ الحاضرون يوم امس لما القي الشاب الشيخ باي ولد الشيخ محمد المحسوب على الموقع الالكتروني ديلول بحذائه صوب وزير الثقافة والصناعة التقليدية الناطق باسم الحكومة  واصفا إياه بالكذاب. وكانت الحيرة بادية بصورة خاصة في صفوف الإعلاميين الذين ارتبكوا وتأخروا إلى العودة إلى أماكنهم بعدما تمكن رجال الأمن من السيطرة على الشاب العنيف وإخراجه من القاعة بينما تحلى الوزراء ببرودة الأعصاب. وبعد الحادث أبدت بعض الجهات براءتها من هذا التصرف الطائش ومن مرتكبه.

وتذكرنا الحادثة بقيام الصحفي العراقي منتظر الزيدي برمي حذاه في وجه جورج بوش وهو في مؤتمر صحفي في العراق سنة 2008 رفقة نوري المالكي.

وكان الزيدي يعبر حينها عن شدة غضبه وعن غضب العراقيين من غزو أمريكا بقيادة جورج بوش لبلادهم و ما سبب لها من مآسي. لذلك قوبل تصرفه بدعم واسع من طرف الرأي العام ومن طرف زملائه الصحفيين.

على عكس ذلك لا يبدو أن حادثة أمس أدت إلى حماس مماثل في الرأي العام الموريتاني ولا في الأوساط الصحفية التي امتاز سلوكها بالارتباك والصمت. ولم يظهر لحد ألآن رأي مساند لما قام به الشيخ باي ؛ بل استنكاره هو الذي صدر من عدة جهات من ابرزها حركة "مان شاري كزوال"  التي  عبر أحد أطرها ـ وجاه ولد لدهم ـ عن استغرابه الشديد لهذا التصرف غير الحضاري مضيفا أن فاعله جاء بإيعاز من حركة 25 فبراير التي ينتمي إليها. ولحد الآن لم يتبنى أي تنظيم هذا التصرف المتطرف. فلا أحد كما يبدو يجرأ على ذلك حتي في المعارضة المتشددة سواء منها ما هو في هيئات المجتمع المدني او في الحركات السياسية وإن كان أي منها  لم يندد به أيضا.

ومن جهة اخرى فمن المحتمل جدا أن تتولى الأوساط القبلية معالجة الأمر. 

تصنيف: 

دخول المستخدم