بيان RFD الأخير: احمد ولد داداه بدأ يُحضِّر لمقاطعته الانتخابات المقبلة (ملف)

  أصدر حزب تكتل القوى الديمقراطية (RFD) المعارض والمعروف لدى جل  الناس ب"حزب احمد ولد داداه" بيانا مناوئا للدولة وشديد اللهجة كما هي عادته. غير أنه حمل معطيات جديدة قد تدل على نية زعيمه- الذي يُعرَّف الحزب باسمه - مقاطعة الانتخابات المقبلة، حيث ورد في البيان ما يلي:

" إننا على يقين أن هذا المخطط يشكل نية لدى النظام للإقدام على عملية تزوير من نمط جديد، يحل فيها الحزب الحاكم محل المؤسسات المكلفة بالإشراف على الإنتخابات، مما سيفقد هذه الأخيرة أية مصداقية."

وكأن احمد ولد داداه يقول ضمنيا دون أن يفصح تماما عن مغزى رسالته:  في هذه الحالة فلا فائدة من المشاركة في الانتخابات المقبلة. بل إن مقاطعتها مبررة تماما. وهذا هو قراري.. وسأعلن عنه  لاحقا بعدما يتم تحضير انصاري والرأي العام له.

لكن هل هذه الرسالة وغيرها مما سيأتي لاحقا من المواقف والخرجات الإعلامية والتصرفات السياسية يحمل ما يكفي من الإشارات الكافية لاقناع المتلقين بصواب قرار المقاطعة الذي سئموه كثيرا ؟  المناورة  مشكوك في جدوائيتها.

غير أنه من الصعب على احمد ولد داداه أن يقبل خيارا بديلا  غير الذي تعود عليه، وهو : الهروب إلى الأمام في عدائه القوي لولد عبد العزيز. وكأنه يعوض بذلك فقدانه لأي حظ في بلوغ السلطة. وهو الحلم الذي راوده دائما وضحى بالكثير في سبيله وقدم الكثير بما في ذلك مواقف ندم عليها مثل دعمه لانقلاب 2008 كما يظهر من الصورة التالية. 

 ثم انقلب بسرعة على ذلك الموقف ليثبت بعده على خط معارض راديكالي للنظام ولرأسه بصورة خاصة - الرئيس محمد ولد عبد العزيز- الذي لا يتحمله رغم أنه صرح في السابق بأن لديه "ثقة كاملة في وطنيته" مبررا بذلك دعمه  لما وصفه آنذاك ب"حركة التصحيح" التي قادها ولد عبد العزيز ليطيح بالسيد سيدي ولد الشيخ عبد الله صديق ولد داداه في عهد شقيقه الرئيس الراحل المرحوم المختار ولد داداه وخصمه خلال رئاسيات 2007 التي شهدت فوز ولد الشيخ عبد الله.

ولا يبدو أن  زعيم التكتل سيحيد عن هذا الخط المعارض المتشدد .. وهو في آخر مشواره السياسي حسب ما يظهر من فتور متزايد في نشاطه سواء بسبب تقدمه في السن وما ينجم عن ذلك من اكراهات بدنية وعوائق دستورية يستحيل التغلب عليها.. أو بسبب ما لقيه من خيبة أمل وانسداد في الأفق السايسي بالنسبة لرجل طموح مثله ظل يحلم بالكرسي الرئاسي لفترة طويلة.

وفقنا الله وإياه لما فيه خير موريتانيا وعافيتها.

البخاري محمد مؤمل

----------------------------------------------------------

 

النص الكامل لبيان حزب تكتل القوى الديمقراطية

" بيان 

دأب نظام الجنرال محمد ولد عبد العزيز، على التلاعب بالدستور والمؤسسات المنبثقة عنه، والعبث بالرموز الوطنية وخنق الحريات الفردية والجماعية، واللجوء إلى السجن التعسفي والمتابعة القانونية للمنتخبين والصحفيين والنقابيين والحقوقيين، والقمع المستمر للطلاب بشكل وحشي، وإغلاق بعض وسائل الإعلام الخصوصية وحظر البرامج الحوارية في البعض الآخر، واحتكار الإعلام الرسمي لصالح السلطة وموالاتها، وتفليس أهم المؤسسات العمومية وتسريح عمالها بدون حق، وتخلي الدولة عن واجباتها اتجاه المواطن في توفير الأمن و الصحة والتعليم والعيش الكريم.
وفي نفس السيّاق، تبدوا هذه الأيام مؤشرات جدية على إقدام النظام على عملية مراجعة، خارج القانون، للّوائح الإنتخابية في ثوب عملية إنتساب لحزب رأس النظام، تُسخّر لها كل وسائل الدولة البشرية والمادية والفنية، حيث تم تفريغ الإدارة من موظفيها كما استُخدمت قوائم البيانات لوكالة الوثائق المؤمنة واللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، ومورس الضغط على كافة المؤسسات العمومية والخصوصية والوجهاء، واستُخدمت أساليب الترغيب والترهيب وشراء الذمم في ازدراء مقيت لكرامة المواطن، ودوس على القيم النبيلة لبلادنا.
إننا على يقين أن هذا المخطط يشكل نية لدى النظام للإقدام على عملية تزوير من نمط جديد، يحل فيها الحزب الحاكم محل المؤسسات المكلفة بالإشراف على الإنتخابات، مما سيفقد هذه الأخيرة أية مصداقية.
إن تكتل القوى الديمقراطية، وهو يتابع مايجري باهتمام وقلق بالغين :
- يشجب استخدام وسائل الدولة وسلطانها، خدمة لمصالح حزبية أو شخصية ضيقة؛
- يلفت انتباه الرأي العام الوطني والدولي إلى خطورة هذه الممارسات المشبوهة والمفضوحة، وماسيترتب عنها من نتائج وخيمة؛
- يدعو كافة القوى الحية الوطنية للتصدي بحزم لهذه المخططات، ووضع حد لسياسات الجنرال المهددة للوحدة الوطنية والسلم الأهلي.

نواكشوط، 25 رجب 1439 / 11 ابريل 2018 
الدائرة الإعلامية للتكتل"

المصدر : تكتل القوى الديمقراطية RFD (فيسبوك)

 

تصنيف: 

دخول المستخدم