النيجر والقادة العسكريون لإيكواس : رحم الله امبطشيْفو ومِرْيمْ !

رفضوا أن يسقوا له فرسه، وهددوه بالضرب أو بالقتل حتى، إن هو لم يبتعد عنهم فورا ويغادر البئر؛ فما كان من السيد امبطْشيْفُو إلا  أن استسلم لمن هم أقوى منه وأشد تصميما على إهانة وإيذاء الخصم؛ فارضخ لمشيئتهم دون أدنى تردد، فعاد مسرعا إلى مخيم أقاربه، حيث يعرفه الناس بالفخر والتعالي والتباهي بالقوة والاعتزاز بنفسه. وما إن وصل إلى مدخل خيمته حتى نادى على أمَتِه بصوت عالٍ تطبعه نبرة سلطوية قوية، قائلا:

 "مِريمْ، خذي بلجام الحصان وقوديه إلى البئر، وقولي لهم  بأن هذا فرسي وبأنني قلتُ لهم أن يسقوه  فورا. أسرعي".

خطرتْ ببالي هذه القصة وأنا أتابع الأخبار والتعاليق حول ردود فعل دول  المنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا- "إيكواس"- وتطوراتها تجاه الانقلاب العسكري في النيجر، و خاصة حول اجتماع قادة أركان جيوشها الذي ينعقد اليوم، ويوم غد في أكرا عاصمة غانا، لاتخاذ الإجراءات العسكرية اللازمة ضد الانقلابيين بغية إرغامهم على إطلاق سراح محمد بازوم  فورا وإعادته إلى كرسي الرئاسة دون شرط ولا قيد.

  ويأتي هذا الاجتماع بعدا ما فشلت مهلة أسبوع التي أعطاها رؤساء دول المجموعة للانقلابيين منذ اليوم الأول أو الثاني للانقلاب والتي لم يأبه بها هؤلاء الأخيرين. وتبين تدريجيا أن زعماء "إيكواس" ليس لديهم من سبيل لقهرهم.

اللهم إن كان الرؤساء يشعرون بحاجة ماسة إلى تخفيف المذلة على أنفسهم من خلال توجيه رسائل جوفاء يوهمون بها بعض الناس عبر لقاءات قادة جيوشهم الذين لا حول لهم ولا قوة سوى الطاعة العمياء، تماما كما كان حال مِريمْ مع سيدها امبطشيْفو تغمدهما الله برحمته الواسعة.

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

تصنيف: 

دخول المستخدم