الروح الابوية المخيمة على الأحزاب .. وعجزها عن مسايرة تطلعات الشباب/ بقلم : فاطمة الجفة*

يظهر جلياً على صعيد الأحزاب السياسية بأن الصورة الغالبة للعلاقات بين الشباب والأحزاب هي علاقة فوقية قائمة على النظام الأبوي الذي يتميز بسيطرة الأحزاب المطلقة مع نظام كهذا من الطبيعي أن نتوقع نزاعاً بين الشباب والأحزاب وما يتخلل ذلك من سلبيات وتداخل هذا يعني في جزء كبير غياب الحوار وعدم قبول واحترام الرأي الآخر (إدعاء امتلاك الحقيقة) والذي يولد علاقات متنوعة حسب الموقف نتيجة في اختلاط أساليب التربية والتعامل الذي يعني اختلال العلاقة بين الأعضاء والأحزاب الذي بدوره يفرز الكثير من الآثار السلبية أهمها صعوبة التكيف وتحقيق التوافق في ظل حالة من غياب التثقيف حول الدور المأمول من الشباب بجوانبه المتشابكة/

ما يؤكد ذلك هو الواقع، حيث لا تمتلك الأحزاب فلسفة واضحة تخدم هذا التوجه وإن امتلكت فهي غير قادرة على تفعيلها. غير أن حلقة الصراع قد تبدو غير ممتدة وغير خطيرة بحكم دخول عوامل سياسية واجتماعية تحد من هذا الصراع وإن بقى مكبوتاً، فالشباب الذي يسعى للقيام بعملية تغيير يلتزم الصمت فيما يتعلق بطرح القضايا التي تهمه ويقوم بمجاراة التيار السائد انطلاقاً من قاعدة اتقاء الشر لأن من يسعى للتغيير في مجتمعنا يكون كمن يجابه النمور في معركة لا يتحقق منها كما يعتقد الغالبية من الشباب إلا إيذاء الذات.

إن ما يحدث من تدخل دائم في حياة الشباب داخل المؤسسات والفعاليات التابعة للأحزاب من قبل بعض القيادات المركزية نابع من حقيقة هي انهم يحاولون رسم الطريق لهم وتعليمهم كيفية إطاعة القرارات والأنظمة المعمول بها التي ألفوها لذلك في نهاية المطاف لا يجد الشباب وسيلة للخلاص إلا الانصياع للأمر الواقع وهذا ما يسميه علماء الاجتماع باسم التكيف الاجتماعي الذي يعني المحافظة على التقاليد التي تربوا عليها فأحياناً تجد من ينظر للحداثة والتقدم يستخدم أقصى أساليب تقليدية في التعامل ، يجب هنا أن نذكرهم بشيء مهم هنا بأنهم بشر يخطئون يجب أن يدركوا ويتذكروا بان عليهم دوماً عدم إغلاق الجسور مع الشباب.

لكي يؤثر الشباب في مرحلة التحرر الوطني والبناء للأحزاب وتطور نسيج العضوية داخل بناها لابد من اكتسابهم للمعارف والمهارات والقدرات الفكرية الملائمة لتلبية احتياجاتهم واحتياجات الأحزاب والمجتمع التي تشتمل على تحديد نقاط انطلاق آمنة لهم ترتكز على الثقة بهم ومواكبة المتغيرات مع ما يتطلبه ذلك من توفير للقدرات "أدوات الفعل والعمل".

من هنا تبرز "شباب الرؤية" أهمية العمل مع الشباب لإكسابهم الاستقلالية والمسؤولية والالتزام وتمكينهم من تنمية طاقاتهم ويتحقق كل ذلك حين تتاح لهم الفرص المناسبة التي تلعب الأحزاب وهيأتها دوراً أساسياً فيها ،خاصة في ظل التناقض الحداث في مجتمعنا بين ما يقال وبين ما يطبق على أرض الواقع فالنظرية في واد والتطبيق في واد آخر لدرجة أصبحت معها معاني الحرية والتقدم والديمقراطية شعارات فقط.\

---------------------------------------------------

* رئيسة المكتب التنفيذي للشباب لمبادرة "رؤية" الداعمة لمرشح الرئاسيات محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني.

تصنيف: 

دخول المستخدم