الذكرى الخامسة و الخمسون للاستقلال الوطني و دلالاتها الأمنية : بين ثقة قوية و حذر مبرر

بعد يومين تحتفل موريتانيا بالذكرى الخامسة و الخمسين لحصولها على الاستقلال الوطني, و في هذه المرة يمتاز الحدث بأمور هامة تتعلق بالمرحلة التي يمر بها البلد و بالظرفية الدولية و الجهوية.

على المستوى الوطني تشهد موريتانيا وضعية غير مسبوقة من ابرز ما تتسم به أمران:

  •  عاصمة البلد ستتحول فعليا من نواكشوط إلى نواذيبو خلال فترة الاحتفالات، حيث سيقام هذه السنة  تخليد ذكرى الاستقلال في العاصمة الاقتصادية. و من البداهة بمكان أن هذا الخيار غير المسبوق ستتمخض عنه تحديات متنوعة: منها ما هو مادي، ما هو تنظيمي، ما هو امني... و الجدير بالتذكير أن مدينة نواذيبو أصبحت اليوم منطقة حرة تبعا للتوجه الاستراتيجي  الذي أراده نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز لموريتانيا.
  • ثانيا : تشهد موريتانيا تحولات نوعية وصفها بعض المحللين "بالثورة العزيزية"، تتعلق بالاقتصاد.. بالصحة.. بالبنى التحتية.. بترسيخ الديمقراطية و ثقافة حقوق الإنسان.. بسياسة أمنية آتت أكلها... مكاسب تحدث عنها كثيرون: جلهم مشيد بها و بعضهم مشكك فيها.

من منظور الكثير من المواطنين ومن منظور المجموعة الدولية تشكل السياسة الأمنية للنظام القائم في موريتانيا أهم المرتكزات التي حقق البلد فيها مكاسب هامة ويعللون الأمر بمعطيات ودلائل ملموسة منها:

ـ الرؤية الإستراتيجية الواضحة المعتمدة: رؤية تمت صياغتها في وثيقة رسمية مفتوحة "انظر الصورة" وتضمنت هذه الوثيقة محاور أساسية منها ما هو قانوني.. ومنها ما يتعلق بالوضعية الجيواستراتيجية في المنطقة.. ومنها ما يتعلق بالإجراءات العملياتية والسياسية ذات الأبعاد العسكرية والاجتماعية والدبلوماسية... تم التفكير والعمل على هذه الوثيقة منذ بداية 2009 واكتمل تبلور الفكرة والرؤية في بداية السنة الموالية. وفيما يعني تطبيقها كان للإجراءات التنفيذية النتائج الأمنية التي ينعم بها البد اليوم والتي بموجبها ينال احترام المشاركين والمعاونين الاجانب على الساحة الدولية والإقليمية

والدولة الموريتانية بدورها تفتخر بما تحقق غير انها تبقى دائما يقظة : المشروع الأمني له ميزة تخصه دون غيره من المشاريع فهو ورشة لا تكتمل أبدا لأنه يتصدى لمخاطر وتهديدات متجددة دائما.. متنوعة الالوان..ومتعددة الأساليب... فالتهديدات غير النمطية (الإرهاب، المخدرات، التهريب الهجرة السرية ....الخ من الجريمة العابرة للحدود) ملازمة لكل مكان وزمان. فالدولة الموريتانية على حق عندما تبقى دائما يقظة ـ بل يجب إن تضاعف من الإجراءات الاحتياطية ومن الحذر. وهذا هو مغزى الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية أمس خلال تدشينه للقاعدة الجوية العسكرية في لمرية

إذ " قال ولد عبد العزيز ـ حسب (http://alikhbari.net/node/4865#sthash.jXCAADZI.dpbs) ـ في تصريح صحفي في ختام زيارة له للقاعدة العسكرية في لمريه، إن السلطات العليا في البلاد وعت الأهمية القصوى للأمن وعملت خلال السنوات الماضية على توطيده وستستمر في ذلك النهج على المديين القريب والبعيد".

تصنيف: 

دخول المستخدم