حصل ما لم يكن متوقعا ! بل إن الأمر غريب : أول حزب سياسي من حيث الأصوات المكتسبة منذ أسبوع فقط، و في بلد يحسب نموذجا في الديمقراطية، لا ينجح في كسب رئاسة أي من 13 منطقة التي كانت موضع الرهانات الانتخابية ! ذلكم ما حصل اليوم في فرنسا بعد ما انتهى منذ ساعات الدور الثاني من الانتخابات الإقليمية. حزب "الجبهة الوطنية" المحسوب على اليمين المتطرف فشل في جميع الأقاليم رغم كونه حصل منذ أسبوع على أحسن نتيجة أفرزتها نتائج تصويت الدور الأول. لقد منعه من النجاح انسحاب اليسار لصالح حزب اليمين المعروف ب: "الجمهوريون". و نتيجة لذلك، إن استثنينا منطقة كورس التي كسبها "الانفصاليون"، فإن أطراف التقاسم في مجال رئاسة المناطق الفرنسية بقيت تقريبا كما كانت تقليديا: بين اليمين و اليسار، حيث نال " الجمهوريون" 7 أقاليم فيما حافظ اليسار على 5 أقاليم.
وبناء على هذه النتائج غير المسبوقة، كيف يمكن التنبؤ بمستقبل المشهد السياسي في فرنسا، و في الغرب بشكل عام؟
هل "الجبهة الوطنية" و حلفاءها من اليمين المتطرف في بلدان أخرى سيواصلون في خطف الأصوات عن يمينهم و عن يسارهم، و في بالاستمتاع بآذان صاغية متزايدة لدى المواطنين ؟
أو أن فشل الجبهة الوطنية في كسب رئاسة الأقاليم الفرنسية سيشكل ضربة توقف أو عثرة كبيرة أمام تقدمها في أوساط الرأي العام؟
رغم فشل أقصى اليمين هذا، فإن ظننا قوي بأن أياما واعدة ما زالت قائمة أمام التطرف. لأنه يتغذى على الإرهاب، على البطالة، على المخلفات السيئة للعولمة... و على آثارها المباشرة على الناس خاصة فيما يتعلق بخوف المواطنين و أزمة الثقة لديهم.
و هذه مصادر متجددة باستمرار.. لا أحد يعرف اليوم : كيف تنضب، و لا متى متى تنضب.
تصنيف: