الإصابة الثالثة بكورونا فيروس: كفوا عن الإساءة إلى مرضانا وإلينا جميعا!

 الإساءة إلى المرضى هي الصفة السائدة في بلادنا منذ الإعلان صباح اليوم عن إصابة ثالثة بمرض كوفيد-19 في موريتانيا.. صحيح أن هذا السلوك المشين غير مدبر حسب اعتقادنا، بل صدر عن اصحابه دون قصد مهنم. فبدلا من أن يدفعهم الخبر المؤلم إلى مزيد من الوعي الصحي تركز اهتمامهم مع  الأسف دون أن يشعروا في وجهة مغايرة تماما: التشهير بالمريض والإساءة إليه وإلى إلى ذويه، ومن ثم الإساءة إلينا جميعا. فبأي حق يجوز نشر صورة المعني وهويته وتفاصيل حالته الأسرية، وهذا بغض النظر عن صحة المعلومات المنشورة أو عدم صحتها ؟!

   هذا النوع من المعلومات الشخصية يدخل ضمن الحياة الفردية للفرد ولا ينبغي بأي حال من الأحوال بثه بين الناس. أما إعطاء هوية المريض ونشر صورته، فهذا تصرف مسيء تماما ومقزز.. لأنه لا يجدي نفعا فحسب، بل على العكس: إنه مضر بشكل كبيرومخالف تماما للقواعد والمثل الأخلاقية التي تضبط التعامل مع المرضى، سواء كان التعامل الطبي أو التعامل الاجتماعي .

صحيح أن الطابع العدوائي القوي للإصابة يقتضي من السلطات الصحية والامنية أن تبحث في العلاقات التي ربطت المريض بغيره من الناس بوصف هؤلاء مهددون بخطر العدوى عن طريقه. كما أنه مطلوب من من كانوا على  صلة مباشرة بالمصاب ان يبادروا إلى اتخاذ الاجراءات الاحترازية المطلوبة.

أما تصرفات قد تشهِّر بالمريض، كالتي أشرنا إليها سابقا- نشر صورته وحياته الخاصة والأسرية- فهي غير مقبولة اطلاقا.       

و لذلك نرجومن وزارة الصحة وجميع المصالح المعنية في الدولة..  وهيئة سلك الأطباء وغيرها من المنظات غير الحكومية  وهيئات المجتمع المدني أن يقفوا جميعا بحزم وعزم ضد هذا النوع من التصرفات التي تشهر بالمرضى وذويهم وتدفع بالمجتمع في طريق غير سليم. وعلى المواطنين وناشري الرأي  أن يكونوا لها بالمرصاد من خلال فضحها ورفضها عبر شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائط.

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

تصنيف: 

دخول المستخدم