الأزمة الغامبية :مفارقات في موقف تواصل من الوساطة الموريتانية

الأزمة الغامبية :مفارقات في موقف تواصل من الوساطة الموريتانية

صدر عن حزب تواصل التابع للإخوان المسلمين و المعارض موقفان حول الوساطة الموريتانية في ألازمة الغامبية: أحدهما على شكل تدوينة على الفيسبوك نشرها نائب رئيسه السيد محمد غلام على صفحته ؛ والثاني في شكل بيان رسمي موقع من طرف اللجنة التنفيذية للحزب.

 ويتفق النصان ظاهرة ولا تبرز فيهما إشكاليات صارخة، لكن قراءة دقيقة لهما تظهر مفارقتين على الأقل يتباين الموقفان في إحداهما ويلتقيان في الأخرى.. ولا شك أن لهما دلالات سياسية نحن نتساءل عنها وعن خفاياها :

 المفارقة الاولى : ثمنت اللجنة التنفيذية الوساطة دون أن تطرح شروطا، لما كتبت :  

"  نحيي مبادرة الوساطة الموريتانية- الغينية والتي نجحت ووفقت في التوصل إلى اتفاق سلمي جنب غامبيا خطر تدخل عسكري وشيك".

أما محمد غلام فقد ربط الأمر بتوجه سياسي قديم لدى حزبه، حيث كرر ضمنيا موقف تواصل من الحوار السياسي الماضي الذي كان من بين الأحزاب التي تغيبت عنه؛حيث جاء في تدوينته :   

"نجاح موريتانيا وغينيا في نزع فتيل الحرب في دول الجوار أمر مهم لا يعادله أو يفوقه إلا توجه عزيز بعدها مباشرة الى أبناء شعبه ليتفق معهم على مستقبلهم ومستقبل ابنائه فاتحا حوارا جدا وشاملا وحقيقيا يضمن تطبيق نتائجه بحيادية بذلك سوف يضمن انسجام شعبه وتقدير أمته".

المفارقة الثانية : يلا حظ أن اللجنة التنفيذية ومحمد غلام تفاديا ذكر الدور الحاسم الذي أداه رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز في الوساطة وفي حلحلة الأزمة الغامبية رغم كونه قام بمبادرتين إحداهما بمفرده والثانية رفقة الرئيس الغيني. وقد تم تناولهما على نطاق واسع من طرف الصحافة الدولية والمراقبين السياسيين.

فقد اقتصر البيان على عبارة " الوساطة الموريتانية- الغينية" في حين اكتفى محمد غلام بذكر "نجاح موريتانيا وغينيا". ولم تتضمن أي من الوثيقتين  أية ادني إشارة إلى الرئيس محمد ولد عبد العزيز  الذي لم يرد ذكره لا باسمه ولا بوظيفته.. لا في التدوينة على الفيسبوك ولا في البيان الرسمي للحزب.

ولا شك ان عدم ذكر الرئيس هذا امر مثير للإنتباه. تُرى ما هو المقصود من ورائه ؟ هل الهدف هو محاولة تقزيم دوره لدى الراي العام ؟ ,  

تصنيف: 

دخول المستخدم