ازدهار حصاد الصمغ العربي المعروف شعبيا (العلك)

و م أ -  تشهد ولاية اترارزة هذه الايام ذروة موسم ازدهار وحصاد الصمغ العربي المعروف شعبيا (العلك) حيث انتشرت (الفزاعة)-أي الجماعة الممتهنة لجنيه من شجره- في عموم مناطق الولاية التي يوجد بها شجر القتاد أو(أيروار) مشكلين مع بداية هذا الفصل الذي يستمر عادة على مدى ثمانية أشهر سوقا ريفية نشطة يجني خلالها كل ماله صلة بجمع ونقل العلك أرباحا كبيرة بدءا بالعربات التي يجرها الحمير وانتهاء بآنتفاع الجماعة التي تجنيه من على شجره الشائك الذي يصعب الاقتراب منه دون العارفين به.

وقد تميز موسم الحصاد هذه السنة عن غيره بزيادة ملحوظة في فئة الشباب خاصة أولائك الذين سبق ان غادروا الولاية طلبا للعمل في مجال الصيد في انواذيبو وغيرها من مدن البلاد الاخرى بحثا عن أي عمل بعد أن شاهدوا تلك النتائج المبهرة التي حصل عليها اقرانهم ممن اقتحموا سوق العلك خلال السنوات المنصرمة وحصدوا ارباحا كبيرة عن طريق نقله أو جمعه او عبر المتاجرة مع القائمين عليهه في بيع وشراء متطلباتهم، حيث ارتفع كل ماله صلة بهذه المادة خاصة عربات الحمير والخيل التي وصل سعرها الى مستوا خياليا هذا الموسم..

عاد العكلك أو الصمغ العربي إلى الأسواق بعد صرم تطاول عهده حتى ظن الجميع أن لا تواصل بعده، ولكن العلك من شيمته الوفاء بالعهد وأهل اترارزة ليس بإمكانهم نسيان فضله عليهم عبر العصور وفوائده المتعددة التي لا يمكن حصرها دواء ومصدرا لجمع المال ونشب الحياة.

فبدأ الكثير منهم منذ سنتين يعود إلى سوقه عندما بدأ الطلب عليه يتزايد وبدأ التجار المحليون يقبلون على شرائه وبيعه باهتمام منقطع النظير، فعاد المواطنون إلى جمعه، وتجميعه بعد أن جربوا عدة وسائل للعمل والعيش، ولم يفلحوا في استقامة حياتهم من خلالها، فوجدوا فيه خير معين وأسهل وسيلة للعيش وبدؤوا استخراجه كما كان آباؤهم يفعلون بذات الأدوات التي كان يستخرج بهامن الاسلاف منذ أزيد من ستة قرون، ولكن مع اختلاف واضح في تسميتها، حيث أطلقوا على الأداة التي ينتزع بها من شجره (وخظة) بدلا من (السقدة)، والسلة التي يجمع فيها (الملكاطة) ، بدلا (سودو) والفزاع بدلا من البضال.

وبفضل الاهتمام المتزايد به لدى الشرائح الأكثر هشاشه، وإقبال التجار على شرائه من جانب، عاد العلك بقوة إلى سوق لكوارب وانتشر باعته في كل مكان وأصبح له سوق خاص به وارتفع سعر الكيلوغرام الواحد منه في بعض الفترات إلى 1000 و 1500 أوقية بدلا من 500 أوقية قبل سنوات..

وعلى الرغم من غلاء سعره في بعض المواسم فانك لا تنفك ترى عشرات الأطنان منه مكدسة أمام المتاجر وباعته يصولون ويجولون وزنا وكيلا ومماكسة أحيانا مع بضالته أو مع من يشترونه للاستهلاك العادي أو مع الشاحنات التي تنقله إلى مختلف أنحاء الوطن واحيانا خارجه.

وكانت عودة العلك إلى واجهة الاقتصاد وريادته في سوق التجارة بشارة خير وبركة على العديد من المواطنين ممن يمموا وجوههم شطره وشمروا عن سواعد الجد من أجل جمعه وتحصيله أسوة بسلفهم وبحثا عن وسيلة عيش سهلة ووسيلة تحسين للحياة،و نجح العديد منهم في تلك المهمة حيث أصبح البعض منهم تجارا متميزون وأصحاب سيارات وملاك أراضي ومزارعين، كل ذالك بفضل تلك المادة التي حبا الله بها هذه المنطقة المباركة وألهم أهلها استغلال شجرها الكثير والوفير وجعلوا منها وسيلة للعيش الكريم.

المصدر : و م أ

تصنيف: 

دخول المستخدم