احمد ولد داداه يعترف بفشل قادة المعارضة.. ويلوح بتنحيه.. ويثير عاصفة ...

خلال كلمة ألقاها أمس في المهرجان الشعبي الذي دعا له حزبه وحضرته أطراف أخرى من حلفائه في المعارضة  كانت دون الحجم المطلوب، اعترف احمد ولد داداه ضمنيا بفشل المعارضة "المقاطعة". ولوح بتنحيه عن قيادة الحزب.. وربما تخليه عن السياسة.

هذا ما يفيده تقرير صحفي حول مداخلته خلال المهرجان نشره موقع "رؤيابوست" .. وجاء فيه :

"دعا  احمد ولد داداه الزعيم التاريخي لتكتل القوى الديمقراطية للتغيير قادة المعارضة في حال كان هناك تقصير في الأداء السياسي. وقال خلال حشد جماهيري معارض مساء اليوم (...) أنه في حال كان هناك تقصير فهو ليس منهم (أي الجماهير)، "وإنما منا" حسب تعبيره.. في إشارة ضمنية لفشل تجديد خطاب المعارضة.

ضرب المثل لذلك قائلا بأن التقصير المحتمل ليس في المدفع أو الفرس، كما يقال.. وإنما في القيادات. وتابع: "أنا اعترف بالتقصير وفي حال قصرت، فلستم مجبرين بقبولي.. ويمكنم  اختيار شخص غيري".

رد فعل ساخر يقابَل بردود واسعة.. وغير لائقة احيانا..

وقد كان لهذا التصريح  صدى كبيرا خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث  تناوله بعض المدونين بأسلوب ساخر أثار ردود فعل متباينة جدا وغاضبة أحيانا. من أكثر تلك التدوينات الساخرة إثارة  ما كتبته فاطمة محمد دحي على صفحتها على الفيسبوك ، حيث امزجت الفصحى باللهجة الحسانية :

" احمد ولد داداه يقر بالأخطاء و يعلن إستعداداه للمحاسبة، يغير المحاسبة مادير معاه الرحيل ول بيك رئاسيات القادمة ?
و فطن بعد الا ارحلت ماه اكبر من كّده و غير مؤسوف عليك."

ومن الملفت للانتباه أن صاحبة هذه الكلمات لم تأخذ في الحسبان أن السيد احمد ولد داداه لن يترشح للرئاسيات المقبلة بسبب عمره الذي تجاوز الحد المقبول قانونيا. وربما تكون المدوِّنة تغاضت عن هذا الجانب عمدا بدافع السخرية. غير أن السخرية السياسية ما زالت غير مألوفة في بلادنا ومن الصعب تقبلها بصدر رحب من لدن الكثير من الناس. 

ولا شك أن المكانة الغريبة -لئلا نقول الدونية- التي تحتلها السخرية في ثقافتنا السياسية، خاصة عندما تكون باللغة الشعبية، من العوامل التي أدت إلى أن تدوينة  فاطمة محمد دحي قوبلت بردود فعل واسعة جدا وعنيفة في  حالات عديدة.  لقيت  لحد الآن ما يقارب : 200 "اعجابا"؛ حوالي  150 تعليقا من بينها كثير من التهجمات الشخصية وغير اللائقة موجهة لها وله.. أي : أن بعضا من المعلقين هاجم صاحبة التدوينة مستخدما كلمات نابية.. بينما استعمل آخرون مناوؤون للسيد احمد ولد داداه نفس الأسلوب الجارح. 

واأسفاه..  على هذا النوع من التعاطي المشين مع الرأي الآخر ومع السخرية السياسية التي ينبغي تقبلها بروح رياضية كنوع من اشكال التعبير الذي لا حرج في استخدامه طالما أنه يحترم الآخرشكلا ومضمونا، حتى وإن كان استفزاريا ! لأن السخرية تستمد خصوصيتها من روح الاستفراز التي لولاها لما كانت لها "نكهة" تشويقية ولا قيمة تعبيرية  قوية ومسلية في نفس الوقت.

البخاري محمد مؤمل 

              

تصنيف: 

دخول المستخدم