انه من غير المسلم للمرء أن يطلب من أم مسح دموعها كما انه من المستعصي تخليص والدة فقدت جزء من روحها. تتذكر ميمونة وون الفقدان المأساوي لابنتها البريئة كادجي الصغيرة التي تم اختطافها دون رحمة.
حدث ذلك في 27 أكتوبر / تشرين الأول 2013. وأكثر من ذلك، تم اغتصابها وقتلها وهي في ربيعها السادس.
كان لكاجي توري، لو نجت من ذلك المصير المفجع لذويها وللمجتمع الموريتاني كله، ان تكون اليوم ذات الاربعة عشر عاما، مراهقة تدرس في الإعدادية و تلقي حين تعود الي المنزل بحيويتها و اجتهادها الفرحة والسرور في قلب أمها.
كما كان لوالدتها الأستاذة الشابة ميمونة وون، لو كانت المرحومة علي قيد الحياة، ان تقابل تلك الحيوية والإرادة القوية لابتها التي قتلت واغتصبت في 27 اكتوبر2013، ان تجوب اليوم دون ملل أو كلل، طولا وعرضا، مكتبات ووراقات العاصمة نواكشوط، بحثًا عن اللوازم المدرسية والملابس لضمان سنة دراسية ناجحة لابنتها، بدل معاناة الفراق المأساوي و المؤلم لابنتها اللطيفة ياي.
ربما كانت أيضا تراجع بصحبة فلذ كبدها معه دروسها أو تتحدثان في جو عائلي ملئه المحبة و السعادة عن مواضيع اجتماعية اعتيادية تدخل في صميم تربية الأمهات لبناتهم المراهقات قبل بلوغهن سن الرشد.
المصدر: Mohamed Mohamed Lemine
تصنيف: