بعد رده الشجاع الرافض لدعاوي الصيادين في المياه العكرة المشوهين للحقائق الذين حاولوا إثارة شكوك حول سبب وفاة خاله، ها هو محمد الأمين ولد بوعمامه يقدم تعازيه من واشنطون للرئيس محمد ولد عبد العزيز باسلوب بليغ ومؤثريشيد فيه بطريقة تعامله مع الحدث وهو حكومته ورفاقه السياسيين خاصا بالذكر الجنرال ولد الغزواني.
وفوق ذلك كله، فإن ولد بوعمامه قدم شهادة جميلة عن "الوفاء والحب الذي رسم علاقة المرحوم بوطنه" وبالمواطنين خاصة من عرفوه عن قرب خلال حياته.
ونشير إلى أن موريتانيا المعلومة قد نشرت رده السابق الذكر الذي قدمه في شكل تسجيل فيديو يتكلم فيه. بينما جاء كلامه الأخير مكتوبا.. وفيما يلي نصه كاملا:
"بعض من تركة ولد محمد فال
(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلني جنتي .) صدق الله العظيم
لكي نكون أوفياء للراحل الكبير عن الدنيا وساكن القلوب فخامة الانسان أعلي ولد محمد فال ،فإنني أتصرف بأهم جزء من تركته رحمه الله ،حسب ما تقتضيه تربيته لي وقرابته مني دما ووجدانا
هو الوفاء والحب الذي رسم علاقة المرحوم بوطنه فأرض (تيرس) الحانية على الطفل أعلي ولد محمد فأل من هوامها وحياتها وعقاربها
فجعلت من سهولها وجبالها ملاعب له وهو طفل ثم حمته بعد الله بصخورها وتضاريسها من الشظايا والرصاص سنوات الحرب وهي نفس الأرض التي تأبى إلا ان تكون ارض ميعاده ومفاوض روحه إلى بارئها ،وكأنها تغار من يلفظ أنفاسه الأخيرة إلا عليها ،كما تنفس أول أنفاسه ،وتسمع صمته الأخير رجلا أعياه همها ،كما سمعت ضحكاته طفلا يلاعب اخوانه على ربوعها ،بل كما سمعت صرخاته ضابطا شابا يوجه نفسه وجنوده للموت لتبقى هي حرة حية ،فسبحان الله ،نفس مائها الذي شرب في صباه ،يلامس وجهه بعد رحيله رغم بعد مسكنه ومدفنه، لكم عرفناه يحب هذه الأرض التي واجه الموت عليها بقدر ما عرف الحياة ،لكنه عشقها فعشقته ،حتى كأنها تمنت الا يزف الى دار الخلد الا من فوق ثراها
لقد عشق ولد محمد فأل موريتانيا كلها بجميع جهاتها وأطيافها وألوانها لم يعلمنا يوما ويشهد الله ، أن الألوان وجدت لتمييز أبناء الوطن الواحد أو أن الجهات حددت لتفريقه أو ان الأعراق خلقت لتمزيقه أو ان الأحكام وضعت لتطويقه ،أو ان القرابة أو الدم معيار لترجيح كفة خصم على خصم ،
إن أكثر من رافقه رحمه الله في حياته اينها حل وارتحل ،رجال احبهم وأحبوه وهم من جميع جهات هذا الوطن وأطيافه بعضهم لازمه منذ حرب الصحراء حتى الْيَوْمَ اَي قبل أن يعرف الزوج أو الأبناء وأحبوه فصبروا عليه صبر الاخوان على اللاخوان ورافقوه رفقة الخلان وودعوه وداع الايتام ،وأذكر هنا بعض أسمائهم عرفانا بجميلهم وتعزية لهم في فقيدهم وخليلهم ،فقد وعينا الدنيا ونحن ننظر لهم كأخوة كبار نهابهم ونخشاهم ونأنس لهم ونألف وهم ، محمد ولد أمبيريك. سيد أحمد. سليمان. جنك. المختار. لي. محمد خليه. محمدن وغيرهم
أعلم يا إخوانيا نه ان كان هناك من يعزى في أعل فهو أنتم وأرجو من الله ان يديم العهد والمحبة بيننا ،فما ورثنا الا حبكم واحترامكم ووالله لا تفضل ولا مزية في هذا القول عليكم
يوم علم الموريتانيون برحيل فقيدهم وابنهم على مسافة بعيدة عن العاصمة أبو إلا إنتظاره رجالا ونساء وشيوخا حتى منتصف الليل للصلاة عليه ووداعه ولَم يرضو ان يدفن تاريخه ومآثره معه ،وصفو له نية السماح والصفح الجميل حتى قبل ان يوارى الثري جزاهم الله كل خير والهم عقلائهم سبل التفريج عنهم
وكانت القوات المسلحة وعلى رأسها الجنرال محمد الغزواني على مستوى الفاجعة في فقيدهم وفقيد الوطن فأرسلوا طائرة عسكرية لنقل جثمانه فكرموه وحملوه على الاكتاف كما يقتضي الشرف العسكري لابناء القوات المسلحة الاوفياء فخنقتني عبرة وانا أرى الجنرال غزواني يهيل التراب على قبر ولد محمد فأل وهو بكامل زيه العسكري ،ولمعرفتي بما يعنيه ذالك من قيمة عند المرحوم
لا أحب فصل جميع مكونات المعارضة عن عموم الشعب الموريتاني فهم عقلائه ومقدميه ومختاريه وقد نابوا عنه وعن انفسهم حبا ووفاء في زميلهم وابن وطنهم ورفيق دربهم في مراحل سياسية عصيبة من تاريخه فشكرا لهم
سيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز إن درجت العادة على تقديم الرئساء والملوك لاعتبارات التفخيم والتبجيل فإني في هذاه الكلمة أخرتكم لدواعي التعزية والنصح فهي كلمات لا استصغر نفسي عن قولها ولا استكبر أمرئا عن سماعها فهي صادقة من القلب
أولا أعزيكم في أخيكم وابن عمكم وقطعة منكم مهما تفرقت السبل واختلفت الآراء ،ثانيا ولكي لا اطيل أقول لكم مخلصا ،والله الذي لا إلاه إلا هو لو وفقكم الله واستقبلتهم معارضتكم بنفس النبل والشهامة التي ودعت بها ولد محمد فأل لصار مصير موريتانيا الى غير حال اطلب من سيادتكم ان كان ما تواتر عليه الناس إنكم ستسمون شارعا باسم ولد محمد فأل أو دفعة من القوات المسلحة وهو حاصل لا محالة اطلب منكم بدل هذا ان تنصب خيمة تسمى بأسمه رمزيا في رئاسة الجمهورية وتدعوا لها أنتم شخصيا دون تدخل من حزب أو حكومة جميع قادة المعارضة ،وكما اسلفت فقط استقبلهم بنفس النبل والشهامة التي ودعت بها ولد محمد فال فالخصم العنيد يحب الخصم الشهم فيقيني ان كثيرا من مشاكل موريتانيا وخلافاتها ستحل أفضل واسرع في ساعات ،اكثر مما ظلت الحكومة والحزب عاكفين عليه منذ سنوات ، هي لحظات سيادة الرئيس يجد المرء نفسه اما فقد أو خسارة كبير فيعيد حسابات صغيرة تقلب المعادلة ووالله لا خسارة ولد محمد فأل أو أنتم بعد عمر طويل أو غيركم تعادل نقطة في بحر حقوق هذا الوطن فدع الوطن يذكرك أحسن مما ذكر ولد محمد فأل ودع شعبه يودعك ويصفي لكم السماح والصفح امام الله فوالله لكل مواطن حق عليك لن يعتقكم منه الا صفحه بين يدي الله مهما حدثوك عن تنفيذ أوامركم والقيام بتوجيهاتكم ،
رحم الله خالي وابي وقرة عيني وعوضني عن فقده فوالله لا أراه ترك لي غير الفخر والمجد وحسبي ذالك غاية من الدنيا
والله من وراء القصد
محمد الأمين ولد بوعمامه
تصنيف: