عبرت ثلاثة أصوات فاعلة ونافذة في العالم ـ كل منها على حدة وفي مناسبة خاصة بهاـ عبرت عن تقديرها واحترامها لقوات الدفاع والأمن الموريتانية وعن أدائها. وهذه الأصوات هي : الامم المتحدة ـ مراسلة قناة تلفزيونية من اكثر القنوات توزيعا عبرالعالم ـ الحكومة الامريكية. وقد أعدت قناة "المرابطون" الموريتانية تقريرا إخباريا حول هذه الأصوات الثلاثة الدولية ، ثم أضافت صوتا رابعا محليا حاورته حول نفس الموضوع حيث تبين انه يسير في نفس الاتجاه.
1. أشادت الأمم المتحدة بأداء سرية الحرس الوطني الموريتانية المشاركة في قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في دولة كوت ديفوار المعروفة عربيا بساحل العاج. تم ذلك على لسان السيد ممادو امباي سيسي القائد المساعد لمهمة الأمم المتحد في كوت ديفوار، اليونيسي (ONUCI) الذي اشرف منذ يومين على توشيح ال 140 عنصرا موريتانيا بعد انتهاء مهمتهم التي دامت سنة كما كان مقررا لها. وستحل مكانهم عناصر أخرى من الحرس الوطني ستنتشر هي الأخرى في الأماكن المقررة لها في كوت ديفوار وستمكث هنالك إلى غاية 2017. وفي كلمته التي ألقاها بالمناسبة شكر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة السرية الموريتانية وافرادها على "تميزهم وانضباطهم المشهود ومهنيتهم العالية". وكمثال على ذلك أشاد ب"تدخل الوحدة المتميز خلال الأحداث الدامية التي عرفتها مدينة "بونا" الحدودية بين بعض المواطنين الإيفواريين" قائلا "أن عناصر الوحدة استطاعوا بفضل مهنيتهم وجاهزيتهم السيطرة على الموقف وإعادة الأمور إلى مجاريها الطبيعية بطريقة نالت إعجاب الجميع".
2. على مستوى الإعلام الدولي ـ المكون الاساسي للسلطة الرابعة ـ أشادت صحفية تعمل بقناة الجزيرة الإنجليزية في إطار تغطيتها لعمل قوات حفظ السلام في في جمهورية وسط افريقيا (صانترافريك)، أشادت بالأداء الجيد لقوات الجيش الموريتانية المشاركة في القوى الأممية، حيث كتبت :
لقد كنا في بامباري في جمهورية افريقيا الوسطى وكان من دواعي السرور بالنسبة لنا أن نزلنا في المعسكر الموريتاني هناك. ووجدنا ان الجنود الموريتانيين هم الأكثر مهنية في البلد على الإطلاق وكل فرد منهم كان جديرا بالمحبة. كانوا قد وصلوا في شهر أبريل ليحلوا محل الجنود الكونغوليين والغابونيين. كل من تحدثنا معهم أكدوا لنا أن الجنود الموريتانيين متميزون في أدائهم عن الآخرين. كما أنهم وفروا لنا إقامة كريمة. سنكون سعداء لو هناك في موريتانيا من تستطيع إطلاعه على هذه الرسالة . قائد الكتيبة يدعى العقيد سيدي ولد فينيد او اسما قريبا من ذلك. لقد أحببناهم جميعا .
3. نوه السفير الإمريكي لاري آندرى في نواكشوط بسياسة الدفاع الموريتانية وبقواتها المسلحة وقوات أمنها، مركزا على فعاليتها في مواجهة الإرهاب والمخدرات. صرح بذلك في خطابه بمناسبة احتفال سفارة بلده في موريتانيا بالذكرى 240 لاعلان استقلال الولايات لمتحدة الامريكية. فقال :
"فبعد أن عانت موريتانيا مدة ست سنوات من الهجومات الارهابية المتكررة، استطاعت الحكومة الموريتانية وقوات الأمن التابعة لها، بمشاركة كاملة من الأئمة وبقية الشعب الموريتاني، تأمين بلادها. حيث لم يسجل أي هجوم منذ خمس سنوات. ما شاء الله! للأسف، لا يمكنني أن أقول نفس الشيء عن بلدي. سئلت مرة لماذا أرسلت الولايات المتحدة وفدا كبيرا لحضور مؤتمر نواكشوط في أغسطس الماضي لمواجهة التطرف العنيف. الجواب بسيط: لدينا الكثير لنتعلمه من النجاحات الموريتانية في هذا المجال. موريتانيا تلعب دورا متزايد الأهمية في الشؤون العالمية".
وقد ذكر "أن جنودا موريتانيين قاموا بتدريب الجنود الأمريكيين على تقنيات حرب الصحراء و على طرق العيش في الصحراء". كما هنأ الدولة و قوات الأمن الموريتانية على جهودها في مكافحة المخدرات وعلى فعاليتها المتمثلة في "كميات المخدرات المضبوطة في الآونة الأخيرة، و في الاعتقالات، والملاحقات القضائية التي طالت مهربي المخدرات... ".
4. تجدر الإشارة إلى أن هذه الشهادات القيمة القوية بشان فعالية قوى الدفاع والأمن الموريتانية وحرفييتها الواردة من الأمم المتحدة ومن اكبر قوة عالمية ومن الإعلام الدولي كانت بعيدة المنال إلى نهاية العشرية الماضية. لأنه حتى سنة 2008 ظلت سياسة الدفاع غائبة أو مغيبة في البلد: لم تكن لموريتانيا رؤية استراتيجية تؤسس لتكوين القوات بالمعنى السليم للعبارة.
ونتيجة لذلك الإهمال الخطير، فإن هذه الأخيرة بكل مكوناتها ـ القوات المسلحة وقوات الأمن ـ بقيت في حالة ضعف متزايد، بنيوي ومادي وبشري، يرثى لها. فنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز هو من تحمل رفع هذا التحدي لما وضع علاج السياسة الأمنية والدفاعية على رأس قائمة اهتماماته الكثيرة والمتنوعة. وقد وفق إلى حد كبير في بلوغ مبتغياه. وجميع الناس يعترفون له اليوم بذلك بمن فيهم خصومه السياسيين وحتى أشدهم عداوة له أحيانا.
لكن معركة الأمن لا تتوقف : هي مشروع لا يكتمل أبدا ومتغير دائما. يجب إذا مواصلة الجهود والتحلي بالحذر. لأن، التهديدات الأمنية لا زالت قائمة ـ فحسب ـ بل إنها باقية إلى الأبد وتتعقد باستمرار. قد تتغير ملامحها تبعا للظروف، لكنها لا تزول.
البخاري محمد مؤمل
تصنيف: