فرار سجناء سلفيين: الحذر، الحذر... في التعامل الإعلامي مع الحدث

مهما كانت حقيقة ما يتم تداوله الآن بشأن فرار "سلفيين" من السجن وقتلهم جنودا كانوا يحرسونهم، فالأمر يؤكد ما كنا وما زلنا وسنظل نكرره دائما: الأمن مشروع لا يكتمل أبدا وبحاجة دائمة للتحيين بصورة مستمرة في جميع جزئياته، سواء في جانبه الملموس أو في جانبه المحسوس.

خبرتي في الإعلام العسكري والأمني تجعلني أتوقع صدور بيان عن الجهات الرسمية المؤهلة في وقت لاحق حول الأحداث المذكورة. وارجو أن يكون ذلك في أسرع وقت ممكن حتى لا تطول مدة فراغ الساحة الإعلامية من الأخبار الموثوقة. علما أن الطابع المباغت تماما والعنيف للأحداث وما يسببه ذلك من صدمة شديدة يشكل عثرة قوية أمام التعاطي الاعلامي مع الموضوع، خاصة في حالة غياب خطط في مجال اتصال أزمات (communication de crises) من هذا النوع.

وفي هذه الظروف، يجب علينا، في وسائل الإعلام وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، بوصفنا مواطنين غيورين على بلادهم، التريث قبل بث معلومات مشوشة. لأن الجانب المحسوس من الأمن لا يقل خطورة عن جانبه الملموس. وكلاهما يتأثر سلبا أو إيجابا بما ننشره عن الموضوع.

فمعلومة كاذبة أو غير دقيقة كثيرا ما ينجم عنها لدى المتلقي قلق شديد وشعور بالخوف وعدم الثقة. وكذلك، فنشر معلومات مؤكدة، بثُّها غير مرخص من طرف الجهات المختصة، لا يخلو هو الآخر من مخاطر؛ أقلها: وضع عقبات في وجه العمليات والإجراءات الأمنية المتخذة لعلاج الموقف؛ مما يعرضها لصعوبات لا يستهان بها وربما للفشل.

فلا ينبغي أن ننصاع لدوافع البحث عن "الإثارة" والسباق نحو المعلومة، بغض النظر عن عواقب تصرفاتنا. بل يجب التفكر والتدبر قبل التسرع، لكي يتحقق لنا ما نرجوه عند الله عز وجل: 

"(...) رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات (...)"

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

تصنيف: 

دخول المستخدم