يشكل امتحان الباكالوريا العتبة التربوية الأهم في المسار التعليمي الفردي ؛ وخلافا لما يعتقده البعض، فهو جس نبض نفسي قبل أن يكون اختبارا معرفيا. لقد قرأت طوال اليومين الماضيين سيل النصائح التي دونها بعض رواد هذا الفضاء -وهي قيمة ومفيدة في الغالب، بخصوص اللمسات الأخيرة لتحضير هذا الامتحان الهام، وأود هنا أن أضيف أن الأمر يتعلق بشخصية المترشح أو المترشحة، فما يصلح للتلميذ "س" قد لا يصلح بالضرورة للتلميذ "ص" . لذا أعتقد أنه من الأهمية بمكان احترام "شخصية" كل مترشح وأن يشعر بثقة المحيط الأسري في معلوماته وفي قدرته على تسيير الوقت الحرج بالشكل الذي يناسبه، من جهة، وأن لا يزيد هذا المحيط من منسوب قلق المترشح عبر مظاهر التعاطف والتضامن المبالغ فيها والتي قد تفقده بعض مقدراته الذهنية أوالبدنية، في وقت يحتاج فيه إلى أعلى مستوى تركيز ممكن، من جهة أخرى. وانطلاقا من تجربتي كتلميذ وكأستاذ شارك مرات في الإشراف على امتحانات الباكالوريا، أقترح على منظمات آباء التلاميذ التفكير في وضع حد لظاهرة التجمهر أمام مراكز الامتحانات لساعات طويلة في ظروف مادية ومناخية غالبا ما تكون غير مواتية، لسبب بسيط ألا وهو أنه من طبيعة هذا التجمهر العشوائي زيادة منسوب القلق لدى المترشحين وإحراج المشرفين وإرباك حركة المرور في أوقات الذروة، كل ذلك دون مبرر وجيه.
وإذا كان لا بد من "تظاهرة تشجيعية" لكل مترشح، فمن الأفضل أن تلتئم أمام بيت أهله، وحبذا لو كانت بعد عودته من الاختبارات.
تمنياتي بالتوفيق والنجاح لكل مترشح ومترشحة لامتحانات الباكالوريا للعام الدراسي 2021-2022.
تصنيف: