غريبة هذه الحرب: من يخوضها ويضحي، ويبذل ما بوسعه، ليس هو من ينال الجزاء، ومن لم يخضها ويبقى عنها بعيدا هو من يطاله العقاب.
فهي تجرى في قارة والمنتصر فيها في أخرى، والمهدد بالمجاعة بسببها في قارة أخرى! ولا هذا الأخير، ولا المنتصر طرفين في النزاع: الصين هي الرابحة حقيقة من حرب أوكرانيا؛ بينما القارة الافريقية، التي لا ناقة لها فيها ولا جمل، "تهددها المجاعة بسببها"، حسب مراجع غربية عديدة من بينها الرئيس الفرنسي.
وفضلا عن كونه يؤكد ما ذهب إليه خبراء كثيرون، فإن كلام مانويل ماكرون يوحي أيضا لمن يقرأ بين السطور إلى أن سياسات المساعدة الأوروبية والغربية اصبحت تتوجه إلى أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين بدلا من شعوب "القارة السمراء". وطبعا، وكما نكرر منذ بداية الحرب، في الظروف الجيوسياسية الدولية الجديدة، افريقيا ليست هي الوجهة الأولى لاهتمام أوروبا والغرب، بل تأتي في درجة ثانية، عملا بقاعدة "الأقرب، ثم الأقرب".
البخاري محمد مؤمل (محمد مؤمل)
تصنيف: