رسالة صحية غير مسبوقة صدرت أمس عن فريقنا الوطني لكرة القدم رغما عنه وهي واضحة وتنذر بالخطر. مفادها أن المعجزة التي توهمناها بدأت تتلاشى...
فانتشار الوباء لم يتراجع، لكن وسائل كشفه ناقصة في بلادنا إلى درجة كبيرة. هذا ما يدل عليه إصابة ثمانية أعضاء من الفريق الموريتاني ومؤطريه تم كشفهم في السنغال قبيل مباراة ضد "أسود" السنغال كانت مقررة يوم أمس في سان لويس.
والمثير للغرابة أنهم كشفوا تزامنا مع فرحتنا في نفس الوقت بإعلان وزارة الصحة عن "صفر" إصابة يوم الأحد الماضي. غرابة يزيد من عمقها أن أعضاء وفدنا الرياضي تم كشف إصابتهم في دولة أجنبية وليس في موريتانيا رغم الفحوص التي أجريت لهم في البلد.
وكان الاعتقاد سائدا بين جل مواطنينا وكثير من مسؤولينا أن موريتانيا لم تطلها موجة كورونا الثانية التي تجتاح العالم الآن. والدليل على ذلك حسب أصحاب هذا الاعتقاد أن عدد الإصابات التي يتم كشفها يوميا قليل جدا وفي تناقص في حالات كثيرة مقارنة بالدول الأخرى. لكن القائلين بهذا الطرح لا يأخذون في الحسبان عناصر تحليلية أخرى تتعلق باستراتيجتنا فيما يتعلق بالفحوص وبالتعامل مع الاجراءات الاحترازية.
- فحوص ناقصة العدد ومثيرة للتساؤل. عدد الفحوص التي تُجرى في البلد قليل جدا، ويكاد يكون في تناقص مستمر.. ورغم ذلك، ظلت نسبة الإصابات مرتفعة (في حدود 10% أو تزيد عليها في أكثرية النتائج التي تنشرها وزارة الصحة). كما أن مصداقيتها أصبحت موضع شك وتساؤلات لما عجزت عن كشف إصابة أعضاء الفريق الرياضي الذين أجروها- كما اسلفنا.
- اهمال الاجراءات الوقائية. كيف يُعقل أن يتراجع الوباء في بلد يهمل سكانه بشكل كبير ومتزايد الاجراءات الوقائية والاحترازية من العدوى؟ وهذا هو حالنا مع الأسف منذ رفع حالات الحجر قبل عيد الأضحى الماضي. فمنذ ذلك التاريخ تهاوى بشكل مخيف ما تم إنجازه في مجال الوقاية. تراجعت كثيرا حملات التحسيس والتثقيف، كما ابتعد الناس في سلوكهم العام، الجمعي والفردي، من كل التصرفات والاحتياطات التي تقي من انتشار الوباء: انتشرت التجمعات المكثفة، والنشاطات الجماعية وغيرها.
ففي هذه الظروف، فمن ظن أن الوباء قد زال أو تراجع، فهو في غفلة شديدة. ونحن فعلا في غفلة.. آن الأوان أن نفيق منها. وبالعودة إلى إصابة افراد فريقنا لكرة القدم، فعسى أن يوقظنا أمرهم من غفلتنا. فرُبَّ ضارة نافعة!
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف: