شهد الأسبوع الأخير تراجعا ملحوظا في معدل نتائج الفحوص الإيجابية لفيروس كورونا في بلادنا الذي يعتبر مؤشرا على وتيرة انتشار الوباء، حيث انخفضت النسبة من 16,31% يوم السبت الموافق 4 يوليو إلى 5,72% يوم الخميس الموالي؛ ويلاحظ أن التراجع ظل متواصلا دون انقطاع طيلة ستة أيام متتالية. ثم شهد فتورا ببيِّنًًا أمس لما ارتفعت نسبة الإصابة بثلاث نقاط تقريبا : من 5,72% إلى 8.47%.
ويثير هذا الارتفاع تساؤلات حول مصير وتيرة الإصابات: هل سيستعيد المنحنى مساره المتدني ويواصل تراجعه؟ أم أن نسب الفحوص الإيجابية على العكس سترتفع- لا قدر الله- في الفترة القادمة؟
وهذا الاحتمال الأخير يجب أن يحسب له حسابه بسبب عواقب رفع الحجر الصحي المتمثل في فتح الطرق بين الولايات وفي رفع حظر التجول داخل المدن. ففعلا تشير المعطيات والتجارب في أكثرية البلدان والمناطق التي تم فيها رفع الحجر الصحي، أن الفيروس يستعيد وتيرة انتشاره المتسارعة. مما يستدعي في أكثرية الحالات إعادة النظر في تخفيف الإجراءات الاحترازية. هل بلادنا في مأمن من هذا الخطر؟ ذلك ما نرجوه عند الله عز وجل.
لكن ينبغي لنا أن نتأهب لكل الاحتمالات؛ لأن الحرب على الفيروس متواصلة. وكما هو حال جميع المعارك، فإن ساحة العمليات فيها ستتخللها دوما موجات من المد والجزر. وبناء على هذه المسلمة، فإن استراتيجيات الحجر الصحي والإجراءات الاحترازية يتم التعاطي معها تبعا لمسار الجائحة.
وتحضيرًا لذلك، واستباقا للخطر، فمن الضروري والملح تكثيف الفحوص كثيرا، خاصة في عواصم الولايات.. لأنها بدأت تستقبل كثيرا من الوافدين قادمين من نواكشوط التي تشكل البؤرة الجغرافية الرئيسية للوباء داخل الوطن. وينبغي كذلك القيام بجهد كبير في مجال التحسيس والإعلام بغية محاربة شعور بغياب وعدم الخطر بدأ ينتشر بين الناس مع فتح الطرق ورفع حظر التجول. ويجب ان يكون هذا العمل التعبوي والتثقيفي فعالا ويناء لا يراد منه تلميع صورة من يدعون القيام به كما نرى في كثير من الحملات التحسيسية التي يذكرها الإعلام.
ومواكبة ايضا لقرار التخفيف، يجب منع التجمعات الغير ضرورية (حفلات الزواج، حفلات "الأسماء"، التعازي، التظاهرات السياسية والثقافية التي تستدعي تجمع الناس...)؛ وكذلك فرض التقيد بالإجراءات الاحترازية في المساجد. إذ يلاحظ تهاون متزايد في هذا المجال خاصة بمناسبة صلاة الجمعة حيث تكثر أعداد المصلين. كما أنه من اللازم اتخاذ إجراءات مشابهة في الفضاءات التي يرتادها الناس بكثرة، مثل الأسواق ومحطات النقل البري وغيرها .
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف: