فيما يتعلق بإلغاء الرق فهو مختلف.
لحسن: ليس إلغاء الرق فقط؛ بل هناك وصف البعض لنظام الرئيس محمد خونا بالنظام البدوي من خلال ممارساته. هل تشاطرونه الرأي؟
ذ. إشدو: الوصف الذي أراه أكثر أهمية هو الثورية؛ فهنالك من يصفون النظام بأنه ثوري، وهناك من يصفونه بأنه نظام بدوي، وهناك من يصفونه بأنه تحرري.
لحسن: ما حقيقة ذلك؟
ذ. إشدو: أنا شخصيا أرى أن الجوهري في ذلك النظام هو ما تحدثت إليكم عنه. وفيما يتعلق بالثورية فهي شكلية، والرئيس نفسه يقول هذا. وقد التحقوا فعلا بمعسكر يدعي الثورية، لكن أود القول إن القبلية والجهوية والعنصرية لا يجتمعن مع الثورية. الثورية مسألة أخرى، ولا ينبغي أن تلتبس علينا الأمور.
حسنات نظام هيداله
إذا كان الشكل أو هناك العبارات.. هناك من وصف الرئيس في تلك الفترة بأنه عمر بن الخطاب!
وفعلا فلنظام الرئيس محمد خونا ولد هيداله حسنات سأذكرها لك. وقد ذكرتها في دفاعي عنه سنة 2003 عند ترشحه للرئاسة. يحسب له أنه أعاد شيئا من الاعتبار إلى الشيء العام أعني أنه حد من اختلاس المال العام والفساد، لكن هل هذا يقابل سرقة البلد بأكمله؟! البلد سلم إلى قوم آخرين ولم يعد له وجود، لكن فعلا قل الاستيلاء على المال العام.
كذلك أعاد قدرا من هيبة الدولة واحترام السلطة. حين منع تناول الشاي في المكاتب يقال إن وزيرا بينما هو يحتسي الشاي في مكتبه أبلغ بأن الرئيس بالباب (وكان يقوم بزيارات مفاجئة) فوضع كأس الشاي في جيبه!
القانون لم يكن ذا بال لديه، يقال إن البعض اشتكوا إليه أثناء زيارته لمحصلة جهوية من الضرائب، فغير في الإنذارات الموجهة إليهم فأعفى بعضهم وخفض عن بعض! وهو من قال كلمته المشهورة: "إطير القاضي! هو لا يضع القانون وإنما نحن من يضعه، افعل أنت هذا".
من الناس من يصفه أيضا بأنه بدوي وأرى أن هناك ذاك الطابع ولكن هناك أيضا عدم اعتبار شديدا للقانون.
الجنرال الجفاف
فيما يتعلق بقانون إلغاء الرق أود القول إن الرق ألغي ثلاث مرات:
ألغاه نظام المختار ولد داداه حين مشى على الحبلين بشكل صعب جدا، لم يجعل قضية الرق كل شيء وكانت توجيهاته مستمرة للولاة والمفوضيات والدرك بالوقوف ضد الرق، وهو في تلك الفترة الانتقالية الصعبة التي من أعوانه فيها ملاك العبيد!
وألغاه الكادحون حين نظموا حملة ضد العبودية شملت موريتانيا كلها.
آنَ گـــدك** وانـت گدي
مان عبدك ** مانك عبدي
ووقفوا مع العبيد وقاموا بكل ما قاموا به.
وألغاه "الجنرال الجفاف" حين حطم وسائل الإنتاج الريفية، وبتحطمها تحطمت علاقات الإنتاج، وهاجر العبيد وسادتهم سواسية إلى الكبات.
القرار إذن لم يقدم ولم يؤخر ولم يُجْدِ أي شيء! أولا لم ينفذ، وثانيا لم يؤخذ به شخص كائنا من كان، وإنما بقي حبرا على ورق.
لكن القضية الأساسية في موضوع الرق وآثاره هي التمييز الإيجابي لصالح من كانوا أرقاء ولكل فقراء موريتانيا، سواء منهم من كانوا أرقاء ومن لم يكونوا كذلك، بصرف النظر عن لونهم. فالكثير من الحراطين لم يسبق عليهم رق، والكثير من البيظان البيض معدمون.
وقد نسينا التطرق إلى الإصلاح التربوي في عهد هيداله، وكان كارثة لأنه أفرز جيلين منفصلين يتلقى أحدهما تعليمه بالعربية والثاني بالفرنسية!
نصل إلى موضوع الإصلاح الاقتصادي.
لحسن: الإصلاح الاقتصادي وما يشاع من أن الرئيس محمد خونا ولد هيداله نجح حينها في السياسة النقدية.
ذ. إشدو: هذا ما أريد الوصول إليه. الإصلاح الاقتصادي تجلى أساسا في موضوعين أساسيين مهمين يذكران فيشكران:
- أحدهما عدم الخضوع لصندوق النقد الدولي؛ وهي حسنة تذكر لهذا النظام. ويقول الرئيس إن من قادتها وداعميها المرحوم أحمد ولد الزين، وهو – رحمه الله- أحد شباب الحركة الوطنية الديمقراطية (الكادحين).
- إنشاء شركة تسويق الأسماك التي حاولت أن تحد من نهب الثروة السمكية الذي كان يقوم به الغربيون؛ وخاصة الإسبان والمقربون منهم من رجال الأعمال.
تصنيف:
