الأيام القادمة ستكون صعبة: وتيرة العدوى ستبلغ فيها ذروتها، وبصورة أدق في ظرف أسبوعين، حسب توقعات المصالح المختصة، كما ورد في تدوينة منسوبة لوزير الصحة؛ وسواء صحت نسبتها له أم لا، فما ينبغي فهمه أننا بصدد ذروة ثانية لا محالة ستأتي. في ظرف أسبوعين أو أقل أو أكثر لا يهم. وقد لا تكون الأخيرة- لا قدر الله؛ ونجزم بهذا على ضوء تعريف الذروة، حيث تقول المراجع في هذا الشأن :
"تتوافق الذروة مع اللحظة التي تسبق التغيير في اتجاه تنازلي لمنحنى العدوى."
ذروة ثانية.. وربما أكثر...!
ولما نطبق المفهوم على بلا دنا، فسوف نلاحظ أنه قد سبق أن تغيرت وتيرة العدوى في اتجاه تنازلي حين تراجع في الأسابيع الماضية عدد المصابين بالفيروس من ثمان حالات إلى "صفر" حالة. مما يعني أن عدد "8" كان هو ذروة الوباء في الفترة السابقة وهو رقم ضعيف بل قياسي وكذلك المستوى الأدنى الذي بلغه العدوى حينما أعلن شفاء آخر حالة في 18 من شهر ابريل الماضي.
أما اليوم، فإن الوتيرة تسارعت بدرجة مذهلة حتى بلغت الإصابات 30 إصابة. والعدد قابل للزيادة في الأسابيع القابلة، قبل أن تتنازل وتيرة العدوى في تاريخ مقبل. وستكون هي ثاني ذروة للعدوى في بلادنا طبقا للتعريف والمعطيات السابقة. ونرجو من الله أن يتوقف عندها تذبذب المنحنى وعند أدنى مستوى له.
استراتيجية جديدة.. في ظل ضعف محتمل للفيروس...
ولا شك أن الإستراتيجية الجديدة التي أعلن مدير الصحة عن إعدادها سوف تعمل في هذا التوجه. وقد يساهم في بلوغ هدفها ما تذكره بعض الأوساط الطبية من بينها البروفوسور الفرنسي ديديي راوولت صاحب الدواء بالكلوروكين المثير للجدل- إن صح وصدق ما يصدر عنهم. فهم يقولون بان الفيروس قد أصبح في مرحلة ضعف من نتائجها تباطؤ في سرعة انتشاره وضعف ضرره على صحة حامليه. لكن هذه النظرية لم يصدر ما يؤكدها: لا من طرف الهيئات الرسمية المختصة في الدول ولا من طرف منظمة الصحة العالمية.
فهؤلاء يعملون بجد واجتهاد على أساس أن الوباء ما زال يهدد البشرية. وبالسبة لبلادنا فإنه خطره يشهد الآن طفرة كبيرة تستدعي درجة عالية من اليقظة وحسن التدبر والتصرف، السلاح الوحيد فيها الذي ثبتت نجاعته هو الوقاية المتمثلة في تطبيق الإجراءات الاحترازية على المستويين: الفردي والجماعي.
تصنيف: