عملا بالقاعدة الاستراتيجية "انجع دفاع هو الهجوم"، المعمول بها في فن المرافعات، وجهت اللجنة الإعلامية لحملة مرشح الرئاسيات السيد سيدي محمد ولد بوبكر هجوما لاذعا على ما سمته "الإعلام المساند للطرف الآخر"، قائلة أنه قام ب:" فبركة مكشوفة يدعي من خلالها أن إذاعة إسرائيلية نقلت أن الرئيس سيدي محمد ولد بوبكر الموجود حاليا في فرنسا التقى بشخصية يهودية. إن هذه الفبركة السخيفة لا تستحق الرد"؛ على حد ما جاء في بيان أصدره إعلاميو مرشح رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو ومرشح حزب تواصل الإخواني.
وواضح من ردة الفعل العنيفة، وخلافا لما تضمنه البيان من محاولات التقزيم، أن الموضوع خطير لدرجة تستدعي فعلا ردا وتوضيحا من طرف ولد بوبكر. وهذا ما حاولته لجنته الإعلامية من خلال البيان المرفق في اسفل الورقة. لكن تساؤلات تبقى مطروحة:
- هل خبر لقاء ولد بوبكر بافراد أو منظات يهودية لا أساس له من الصحة، كما يفهم من لهجة البيان العنيفة رغم أنه لم يتضمن عناصر أخبارية تكذب وتفند "الإشاعة" بشكل قاطع لا يترك مجالا للشك؟
- إن كان الجواب "نعم"- كما نتوهم- فمن أين جاءت الفبركة: هل هي من الإذاعة الإسرائيلية التي قيل أنها بثت الخبر، أم من الذين نسبوه لها؟
- كيف ولماذا يحاول البيان المذكور "تبرئة" ولد بوبكر وإبعاده من نظام ولد الطايع خاصة فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، علما أن صورة ولد بوبكر مع السفيبر الإسرائيلي يتم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي على نطاق لا مثيل له في البلد لحد جعلها "فيروسية" كما يقال؛ إضافة إلى كونه ظل دائما في دائرة المقربين الاوائل لولد الطايع: وزيرا للمالية، رئيسا للوزراء، أمينا عاما لرئاسة الجمهورية، رئيسا للحزب الحاكم، مديرا لديوان رئيس الجمهورية... وأنه لم يتنكر أبدا- حسب علمنا- لعلاقته الوفية بولد الطايع ولا نظنه سيفعل ذلك؟
- ومتى صارت "عروبيته" بحاجة إلى دليل؟ ألا تشكل محاولة البرهنة عليها عدم براعة يثير الشكوك وخطأ قي حق رجل عرف بثقافته العربية العريقة والمتينة وباعتزازه بها وبعروبته؟
- وأخيرا ما هو المغزى والهدف من زيارته لفرنسا في الوقت الذي يحتاج فيه المرشح إلى التوجه إلى الناخبين داخل الوطن بدلا من القيام باسفار إلى الخارج، مريبة ومثيرة للجدل ، ومكلفة؟ وهل سيصدر رد من لجنته الإعلامية حول ما ذكرته مصادر اعلامية (موقع انتالفه) تحدثت بمناسبة هذه الزيارة عن ممتلكات عقارية هامة - قصر أو منزل فخم- قالت أن ولد بوبكر يتوفر عليه في فرنسا بمدينة رين (Rennes) وأنه أقام فيه فترة من الوقت خلال زيارته المذكورة؟
يؤول بعض المراقبين زيارة ولد بوبكر لفرنسا بأنها بطلب من ولد بوعماتو حيث ستسمح لهذا الأخير بالتنسيق مع مرشحه وتزويده بالوسائل المالية واللوجستية التي سيعبئها لصالحه.. كما أن ولد بوعماتو المعروف بتأثره الشديد بالحضارة الغربية وما ينجم عن ذلك من مسلكيات وعلمانية سيعمل ما بوسعه ليجد آذانا غربية صاغية للمرشح الذي راهن عليه. هل المنظمات اليهودية الفرنسية ومن لهم بها روابط يدخلون في مجال علاقاته الواسعة هنالك؟
قد لا يستبعد الأمر إن نحن أخذنا في الحسبان أن ولد بوعماتو لديه صداقات وطيدة وتعاون وثيق مع أوساط مالية وإعلامية وحقوقية متنوعة في أوروبا وربما خارجها لبعضها ارتباطات متينة مع اللوبيات والأوساط اليهودية، مثل: دومينيك ستراوس كان المدير السابق لصندوق النقد الدولي وشريك ولد بوعماتو في مؤسسة مالية غامضة أفلست؛ ومثل السيد نيكولا بو مدير مجلة Mondafrique المملوكة بنسبة كبيرة من طرف رجل الأعمال الموريتاني؛ ومثل هيئة Sherpa المثيرة للجدل والمعادية لموريتانيا والتابعة لمحام ولد بوعماتو الأستاذ ويليام بوردون...
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
-----------------------------------------
بيان
قال تعالى:((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين))صدق الله العظيم.
في الوقت الذي أعلن فيه مرشحنا الرئيس سيدي محمد ولد بوبكر مرارا وتكرارا أن حملته الانتخابية حملة أخلاقية، متوجا إعلانه يوم ترشحه بصورة رسمية بتوجيهات واضحة -نشرت في وسائل الإعلام- لإدارة حملته والإعلام الذي يسانده بضرورة اعتماد ميثاق شرف أخلاقي يبتعد عن التشويه ويتحاشى الإساءة والتجريح. في هذا الوقت وبدل أن يكون رد الإعلام المساند للطرف الآخر على الحسنى بالحسنى، انجر هذا الإعلام منذ أن انطلق مع الأسف إلى مستنقع الإساءة والتجريح، وحملات التشويه المستمرة ضد مرشحنا، قبل أن يلجأ اليوم إلى فبركة مكشوفة يدعي من خلالها أن إذاعة إسرائيلية نقلت أن الرئيس سيدي محمد ولد بوبكر الموجود حاليا في فرنسا التقى بشخصية يهودية.إن هذه الفبركة السخيفة لا تستحق الرد، ولن تغطي على مدى الارتباك والتخبط الذي ارتمى فيه الإعلام المساند للطرف الآخر ، كما لن تفلح هذه المحاولة اليائسة في التغطية على الحملة المكشوفة التي يقوم بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز بالنيابة عن مرشح النظام في تحدى سافر للقانون و لمشاعر الموريتانيين.إن مواقف الرئيس سيدي محمد ولد بوبكر من القضايا العربية والإسلامية الكبرى معروفة منذ وجوده في مقاعد الدراسة وطلة مشواره المهني والسياسي، ولذلك كانت أول خطوة قام بها النظام مستهل سنة 1996 عندما أراد تطبيع علاقاته مع الكيان الصهيوني هي عزل الوزير الأول سيدي محمد ولد بوبكر من الوزارة الأولى رغم إنجازاته الاقتصادية والسياسية البارزة فيها لإدركه أن ولد بوبكر ليس هو الشخصية المناسبة لتطبيع هذه العلاقات.كما أن سيدي محمد ولد بوبكر كان هو السفير الموريتاني الوحيد في مصر والجامعة العربية الذي استقبل نواب المعارضة ووفد دعم كسر الحصار الصهيوني على غزة الصامدة، وسهل مهمتهم، والمسؤول الوحيد الذي كتب الشعر في مساندة شعب غزة وجهادهم وهو في منصب المسؤولية.إن الرئيس سيدي محمد ولد بوبكر الذي يشهد له كل الموريتانيين بنصاعة السجل ونظافة اليد ودماثة الخلق، لن تنال منه مثل هذه الفبركات المنحطة الغريبة على قيم مجتمعنا ودينه، التي لم تجد غير بعض المواقع المريبة لتسويقها، بل بالعكس ستزيد من تشبث الموريتانيين برجل يرفض التخلي عن الأخلاق ويتبرأ من كل وسيلة إعلام لا تلتزم بالأخلاق اتجاه منافسيه، بغض النظر عن مواقفهم هم منه.
انواكشوط بتاريخ 21 مايو 2019
اللجنة الإعلامية
تصنيف:
