شارك الفريق محمد ولد محمد الشيخ ولد الغزواني صباح اليوم لأول مرة في اجتماع لمجلس الوزراء.
وبوصفه وزيرا، فقد خلع الزي العسكري رغم كونه يتولى حقيبة الدفاع.. ورغم أنه لم يعيَّن خلفٌ له في قيادة الأركان العامة للجيوش لحد الآن بعد مرور أكثر من يومين على تعيينه وزيرا. الأمر الذي حدا ببعض المراقبين إلى القول أن ولد الغزواني سوف يزاول الوظيفتين معا.
وهذا خبر - أو على الأصح تاويل مبرر مع أنه لم يتأكد بعد. وأيا كان أساسه، فالشيء الأكيد هو أن الفريق غزواني يمتلك موهبة إصغاء قل نوعها في من عرفتهم البلاد من قادة القوات المسلحة الكبار.. صفة تؤهله فعلا للجمع بين وظائف متعددة.. وخاصة بين وظيفتين متكاملتين تشكلان مجال خبرته بامتياز.
و"معرفتي شخصيا بالرجل امتدت على أكثر من ثلاثة عقود من الزمان.. التقيت خلالها معه كثيرا وعلى مستويات متعددة وفي مراحل متفرقة من العمر: كرفيق له في الدراسة[1]، و كزميل في العمل وصديق .. وكمرؤوس خدم فيما بعد مباشرة تحت أوامره سنوات عديدة في مجالات معقدة وحساسة.
ورغم أن الظروف التي جمعتني به لم تخل أبدا من الصعوبات والإكراهات الضاغطة جدا احيانا، وأن التحديات كثيرا ما كانت خطيرة وجسيمة، فقد ظل هذا الرجل دائما كما عرفته منذ أول وهلة: سريع الفهم وعميق النظر..هادئا.. يستمع كثيرا، وبتأن.. يحترم محدثيه حتى وإن كانوا لا يشاطرونه الرأي.. أو لا يتحلون بالضرورة بنفس الرزانة والسلوك المهذب الذين أنعم الله بهما عليه.."[2]
وبفضل هذه الخصال - هدوئه وذكائه الخارقين وحسن معاملته للغير- فقد اثبت أنه جدير حقا بتحمل المسؤوليات الجسام. والرئيس محمد ولد عبد العزيز على رأس العارفين بالصفات الحميدة لرفيقة الرزين وصديقه الحميم الذي يرى فيه كثير من المتتبعين للشأن السياسي في البلد خلفا أمينا له. وأكثر من هؤلاء، هم الذين يردون عليهم، متوسلين : "جعلها ربي حقا".
عقيد ركن (متقاعد) البخاري محمد مؤمل
[1] كان ذلك في المدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة بمدينة أطار خلال دورة تمهر الضباط الأعوان للسنة الدراسية 1986/1987.
[2] هذه الفقرة مستوحاة من مسودة كتاب حول تجربتي العسكرية.. أتحدث فيه عن مسار شخصي ومهني من أهم ملامحه انطباعاتي عن بعض المسائل والشخصيات العسكرية والمدنية التي رسمت لنفسها مكانة خاصة في الفضاء المتآكل لذاكرة المؤلف - سامحه الله. وسيصدر الكتاب لا حقا باللغة الفرنسية، تحت عنوان : " des souvenirs couleur kaki ".
تصنيف: