أنا أكتب لبلادي
فأنا إذن أكتب للنجم الذهبي الساكن في حضن البدر يسبح في خضرة السماء اللازوردية.
أنا أكتب لكثبان العنبر المرصعة باللآلئ الداكنة ؛ طلاسم الزمان.
أنا أكتب لرائحة الرمل الممزوجة بعطر الطلح العتيق نَدًّاهُ أول رذاذ بعد صيف لافح.
أنا أكتب لنسيم البحر ولأسراب النُّحام والنَّوارسِ المُحَلِّقة.
أنا أكتب للأرض التي جعلتني أنا، وهي تصنع أفراحي.
أنا أكتب للريح الذي يمحو تجاعيد التلال كل صباح، وكل مساء يكتبها برسم جديد كعاشق يرتل بلا كلل جمال التي هام بها.
أنا أكتب عن الأنشودة الأولى؛ تلك التي تغنيها بنات الواحة عند تَفتُّح أنوثتهن؛ تلك التي يرقص عليها نور بنات الأَبنوس؛ تلك التي يجب ألا تنسى أبدا.
أنا أكتب للكتاب ولِلّوحِ سُطِّرت عليه الآيات المقدسة.
أنا أكتب للأشعار التي تترنم في سر القلوب المسكونة بالعشق.
أنا أكتب لكل صفحة تُكتَبُ بين رِحلتي مُنتجِعين ولكل صفحة تُقرأ على ضُوءِ المِدخَنة.
أنا أكتب لشعب هو شعبي، أشعر فيه بأنني أنا.
أنا أكتب لبلادي؛
للعيون الدامعة لأبنائها الذين لا يذهبون إلى المدرسة؛
لمعاناة مرضاها الذين لا يعالجهم سوى الموت؛
لرجالها المذعنين لقيود الآن؛
لأمهاتها اللاتي يبكين أولادهن يوم يَضَعنَهم.
أنا أكتب لموريتانيا التي جعلتني أنا، وعليها آسى.
يونيو 2017، إيدومو.
تصنيف: