بدأت تطفو على السطح بوادر خلافات داخلية في أوساط حركة الإخوان المسلمين ـ فرع موريتانيا.. قد تنال أطرافا أخرى من المعارضة خاصة في المنتدى. من ابرز مظاهرها استقالة محمد غلام ولد الحاج من وظيفة أمين عام حزب تواصل احتجاجا على تعيين وزير الخارجية الأسبق أحمد ولد سيد أحمد في منصب رفيع داخل المنتدى المعارض وما أثارته هذه الاستقالة من ردود فعل داخل الحركة ومن تأويلات صادرة من خارجها.
والمثير في هذا الجدل هو أن محمد المختار الشنقيطي الذي يعتبر أهم المنظرين السياسيين الموريتانيين لحركة الإخوان أدلى بدلوه في الموضوع معلنا انحيازه التام لموقف محمد غلام. بل تجاوزه بكثير في تدوينة يفهم منها تحول جذري في رؤيته لاستراتيجية التحالفات. فكتب:
"رغم مقتي الشديد للحكم العسكري فان حاكما عسكريا قطع العلاقات مع الدولة الصهيونية أحب إلي من كتلة أحزاب مدنية يتصدر فيها من يتحملون إثم التطبيع"
الإشارة هنا واضحة إلى تفضيله لأحد طرفي النزاع الرئيسيين في موريتانيا على الآخر : أي تفضيله للرئيس عزيز على المنتدى.
لأن محمد ولد عبد العزيز كان أول إجراء دبلوماسي هام اتخذه فور اخذه للسطة سنة 2008 هو قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وإغلاق سفارتها ؛ في حين فإن معارضيه الراديكاليين المتمثلين في المنتدى الوطنى للديمقراطية والوحدة أعادوا تنظيمهم مؤخرا وتوزيع الوظائف بينهم حيث أسندت وظيفة مسؤول العلاقات الخارجية فى المنتدى للسيد احمد ولد سيدي الذي كان وزيرا للخارجية في عهد الرئيس معاوية ولد الطايع لما أقام هذا الأخير علاقات دبلوماسية مع إسرائيل تم بموجبها فتح سفارة إسرائيلية في نواكشوط بقيت في البلد إلى أن طردها ولد عبد العزيز. ويوصف بأنه صانع إقامة العلاقات مع اسرائيل آنذاك.
خرجة المختار الشنقيطي تنذر بتطورات أخرى لاحقة في المشهد السياسي الموريتاني وخاصة في صفوف حركة الإخوان وحلفائهم. وستظهر ملامحها بشدة كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسيات المقبلة.
تصنيف: