كنت استمع ليلة البارحة إلى مقابلة أجرتها قناة المرابطون مع الخبير القانوني فضيلي ولد الرايس حول تصويت مجلس الشيوخ الأخير وحيثياته وعواقبه.
وقد شغفت بالحديث لعدة أسباب على رأسها المهنية العالية التي تحلى به الضيف الذي اختارته القناة وطريقته المشوقة في الحديث بكل أريحية رغم أنني تأسفت شيئا ما لكون الصحافي المحاور عمل كثيرا على إقحام الخبير القانوني في الصراعات السياسية والإيديولوجية بين المؤيدين والرافضين للتعديلات الدستورية لحد بدا الصحفي معه وكأنه ناطق باسم احد الطرفين.
ومن بين الامورالتي ركز عليها كثيرا محاولا جر ولد الرايس إلى الغوص السياسي فيها موضوع الخيانة التي أثيرت بشأن تصويت بعض الشيوخ المنزوين تحت لواء الأغلبية الحاكمة ضد جماعتهم السياسية حيث اعتبر البعض أن ذلك خيانة للثقة التي جعل قومهم فيهم وعدم إيفاء بالوعد ألذي أخذوه اتجاههم وعلى أنفسهم.
وابتعد ولد الرايس عن هذا الطرح مذكرا بأنه من الناحية القانونية فإن الشيوخ مارسوا حقهم في التصويت سواء منهم من صوت ب "نعم" او ب"لا." أما تأويل مواقفهم سياسيا وإيديولوجيا فإنه يترك ذلك للصحافة وأهل السياسة على حد قوله.
وعلى أثر متابعتي لهذا الحوار الشيق على قناة المرابطون انتابتني تساؤلات كثيرة خاصة حول مفهوم الخيانة ودلالاتها.
فبادرت باستشارة أحد مشايخي هو ويكيبيديا وسألته:
"ما معنى كلمة الخيانة؟"
فهمت من رد شيخي أطال الله في عمره بان الخيانة أنواع وذات إبعاد أخلاقية وسياسية.
يقول العلامة ويكيبيديا :
"الخيانة هي:
- أن يتنازل المرء للأعداء أو أن يسلمهم
- أو أن يخدع ثقة مجموعة ( سياسية أو دينية) أو فرد (حبيب، صديقة، قريب)
- · أو مبادئ ( أخلاقية أو غيرها)
وتوجد مستويات مختلفة من الخيانة تلتقي في نقطة مشتركة هي كسر الولاء أو الانحياز سرا إلى العدو..."
ويصنف المعجم الفرنسي لاروس (LAROUSSE) هو الآخر الخيانة إلى ثلاثة أنواع:
- خيانة بلد، أو وطن، أو قضية
- عدم الوفاء بوعد أو بعهد أو بواجب تضامن
- مساس بالمصالح الأساسية للأمة يرتكبه مواطن فرنسي أو عسكري في خدمة فرنسا...
فهمت من قول شيخي ومن المعجم الفرنسي أن الخيانة في دلالتها العامة عبارة فضفاضة.. لأنها ذات صبغة أخلاقية.
وخلصت إلى أنها تتلون بعدم الوفاء بالوعد أو بنقض العهد.. قائلا في نفسي :
لا فينا ولا منا ‼
البخاري محمد مؤمل
تصنيف: