أي مبرر لطلب الوزير أحمد ولد أهل داوود الإعتذار عن تصرفات اقربائه ؟

 استنكرت نقابة الصحفيين الموريتانيين كون "بعض المقربين من وزير الشؤون الإسلامية السيد أحمد ولد أهل داوود اقدم على إهانة الزميل ملاي ولد ابحيده المدير الناشر لموقع 28 نوفمبر، وعضو نقابة الصحفيين، وذلك من خلال تهديده بالضرب، وشتمه عبر الهاتف، من أجل ثنيه عن نشر أي خبر ينتقد الوزير المذكور". و هذا امر غير مقبول على الإطلاق . بل يجب االمتابعة االقضائية لمرتكبيه ومعاقبتهم إن تم التأكد من صحة هذه التهمة الخطيرة التي تستهدف تكميم الأفواه، ضاربة عرض الحائط بحرية التعبير وحرية الصحافة وحماية الصحفيين المنصوصة دستوريا و ضمن قوانين عضوية موريتانية واضحة لا تترك مجالا للشك.

ونحن إذ نهنئ  نقابة الصحفيين  الموريتانيين على سهرها الدائم على توفير الظروف اللازمة لمزاولة المهنة من دون مضايقات مما يستدعي احترام من يمارسونها.. فإننا نرجو أن لا يغيب عن بالها أن الوزير أحمد ولد أهل داوود ـ كأي إنسان آخر مهما كانت صفته المهنية أو الإجتماعية ـ غير مسؤول عن تصرفات غيره من الناس بما فيهم اقرباؤه، لأن المسؤولية المتعلقة بالاشخاص في دولة القانون حتما فردية.  ومن هذا المنظور فإن الإعتذار عن الأقارب او باسم الاقارب نمط من التفكير االعشائري لا يتماشى والثقافة الديمقراطية والعصرية.

صحيح أن هذا النوع من الممارسات شائع لدينا كأسلوب توافقي لحل الخلافات و فض المشاكل الناجمة عن سوء التفاهم.. فهو متجذر في مجتمعنا الذي تتحكم فيه الثقافة القبلية والتقاليد البدوية على حساب الثقافة المدنية والسلوك الحضاري. لكنه لا يجوز أن يصبح مطلبا رسميا، إعلاميا كان أم سياسيا، خاصة فيما يتعلق بالحالة التي بين ايدينا. فهو لا يليق : لا بوزير ولا بهيأة صحفية عصرية. اللهم إن كان الوزير ضالعا في الإساءة المذكورة. وفي هذه الحالة ينبغي مساءلته هو ذاته وليس أقاربه فقط.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نص بيان نقابة الصحفيين الموريتانيين:

"استغربت نقابة الصحفيين الموريتانيين من إقدام بعض المقربين من وزير الشؤون الإسلامية السيد: أحمد ولد أهل داوود على إهانة الزميل ملاي ولد ابحيده المدير الناشر لموقع 28 نوفمبر، وعضو نقابة الصحفيين، وذلك من خلال تهديده بالضرب، وشتمه عبر الهاتف، من أجل ثنيه عن نشر أي خبر ينتقد الوزير المذكور.

إن نقابة الصحفيين الموريتانيين وهي تسجل أسفها لهذا الحادث، تندد باستهداف الزميل مولاي ولد ابحيده، وتفرض على السلطات احترام الصحفيين أثناء تأدية واجبهم المهنى، والابتعاد عن تخويفهم أواتخاذ أساليب غير حضارية كبديل عن المسطرة القانونية المعمول بها في البلاد.

وتدعو النقابة السيد الوزير أحمد ولد أهل داوود للاعتذار للصحفيين عن الإساءات التي بدرت من بعض المقربين منه. كما تطالب الصحفيين المهنيين بالتمسك بأخلاق وأدبيات المهنة الصحفية، ومنح "حق الرد" للجميع.

المكتب التنفيذي

نواكشوط: 27/12/201".

 

تصنيف: 

دخول المستخدم