ابن أخت القوم منهم

 ظل الشعر العربي يمثل حاضنة للعديد من الفضائل من استنهاض للهمم وحث على التعلم والتشبث بالأخلاق الفاضلة.

 وفي ذلك يقول أبو القاسم أحمد بن :عمر عبدالله بن عصفور محذرا من الجهل:

 

 

مع العلم فَاسْلُكْ حيث ما سَلَكَ الْعلْمُ = وَعَنْهُ فَكَاشِفْ كُلَّ مَنْ عِنْدَهُ فَهْمُ

 فَفِيْهِ جَلاَءٌ لِلْقٌلُوْبِ مِنَ الْعَمَى = وَعَوْنٌ عَلَى الدِّيْنِ الَّذِي أَمْرُهُ حَتْمُ

 وَأَيُّ رَجَاءٍ فِي امْرِيءٍ شَابَ رَأْسُهُ = وَأَفْنَى سِنِيهِ وَهْوَ مُسْتَعْجِمٌ فَدمُ

إَذَا سُئِلَ الْمِسْكِيْنُ عَنْ أَمْرِ دِيْنِهِ = بَدَتْ رُحَضَاءُ الْعِيِّ فِيْ وَجْهِهِ تَسْمُو

 وَهَلْ أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ أَقْبَح مَنْظَرا = مَنْ اشِيَبَ لاَ عِلْم لَدَيهِ وَلاَ حِلْمُ

هِيَ السَّوْءَةُ السَّوْءَاءُ فَاحْذَرْ شَمَاتَهَا = فَأَوَّلُهَا خِزْيٌ وَآخِرُهَا ذَمُّ" (....) 

و ها هو فتى بن سيد آمين يحدد لنا معنى الفتوة.. فيقول:

ما كل من يا فتى يدعى فتى ** بفتى إن الفتوة ليست بالأكاذيب

 ولا بتطيب نفس غير طيبة ** ولا بتهذيبها من غير تهذيب

ولا بتطريز أثواب وجدتها ** كلا وليس بأكل الشاء كالذيب

إن الفتوة في دنيا واخرة ** سلامة المرء من عار وتعذيب

 أما حافظ إبراهيم فيخشى زوالنا لما يصرخ محذرا:

 إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وفي سنة 1923م ولدت عندنا الأخت نازك الملائكة وبعد دراستها في العراق ذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتتضلع من أنواع الثقافات الأخرى ثم عادت إلى الوطن الأم لتدرس الأدب وتصبح رائدة ما يسمى بالشعر الحر تناوله الأدباء والشعراء وأخرون... فمنهم من زكى ومنهم من أعرض ومنهم من ينتظر.. انتقد في إبداعه وتعذ ر حفظه وشدة رمزيته أحيانا وأنا أتساءل عن هويته.. كانت صاحبتنا تجهل مادة الحساب وتتعصب ضدها لذا أخشى أنها ببراءة تجشمت عناء السفر لتنزل لغتها من أعلى السماكين وتمزجها بأطيط الرطانات فتكون بذلك نابت عن المتلمس في حمل هذه الرسالة الخفيفة في شكلها (.) الوازنة في محتواها وهي جعل نقطة على عين العرب (الغرب) فهذا الحر ابن آ بائه غربا كانوا أم شرقا...... فالصينيون مثلا يسمون الشعر النثري (فو) . بقي على أخت القوم أن تفصح لهم عن من كلفها ببثه في جسم هذه الثقافة المزدهرة والمحصنة للأمة آنذاك... وحتى نعلم ما الذي حيك لمجتمعنا من خلاله .. خصوصا أنه ظهر بين النكبة (1948م) والانتداب البريطاني . هل هذا الحر نوع من غزو الأفكار حتى يسهل ترحيل الأجساد ويصبح الجميع رؤوسا مستدرجين من حيث لا يعلمون و مجسدين تبعية مطلقة ورضا بهزيمة معاشه ...

امبيريكة محمد مؤمل

تصنيف: 

دخول المستخدم