ستنظم في الأيام القادمة في الجمعية الوطنية الفرنسية بباريس ندوة حول العبودية في بلادنا تبدأ في 18 من الشهر الجاري ويشارك فيها نواب فرنسيون ومدعوون موريتانيون أكثرهم من المجتمع المدني من بينهم الدكتور السعد ولد لوليد المنشق عن برام و حركته إيرا غير المرخصة والخارجة على القانون التي اختارت منذ سنوات كمهنة أن تجعل من أوروبا وأمريكا ميدانا لتسويق ظواهر مخلفات العبودية في البلد وتشنيعها وتشويهها.
ولا شك أن الصراع سيكون حامي الوطيس بينهم مع عدوهم اللدود الجديد ولد لوليد و من معه.. ومع المدافعين عن موريتانيا الذين قد لا تكون في صالحهم الطريقة المفرطة في التبسيط التي صيغ بها موضوع الندوة :"العبودية في موريتانيا حقيقة أم خيال؟"؛
لأن العبودية في موريتانيا ـ كما هو الحال في افريقياـ لم تعد اليوم حقيقة بالمعنى التقليدي للمفهوم، وهي رغم ذلك لم تختف، إن نحن أخذنا في الحسبان مخلفاتها الراهنة المتمثلة في الفقر والتخلف و الفوارق الاجتماعية المعاشة من طرف الفئاات التي عانت منها في السابق. ومن هذا المنظور، فالقول بأن العبودية اختفت في قارتنا او بلدنا كذب.. وزعم بقائها كذب أيضا. وينبغي تفادي السقوط في هذا الفخ القاتل المتمثل في النفي المطلق لوجودها أو في الجزم به.
ذلك أن حقيقة هذه الظاهرة المركبة المقيتة ليست من البساطة بمكان.. ويجب البحث عن خفاياها بين طرفي الموضوع كما طرحه منظمو الندوة.. أي بين الحقيقة والخيال. وهنا يكمن التحدي الكبير بالنسبة للحاملين لرسالة موريتانيا ‼ وهو يتمثل في مدى قدرتهم على شرح وضع معقد صورته مشوهة.. وفي بيانه لأجانب بعدين كل البعد من الواقع .. أجانب غربيين عهدوا خطاب برام التبسيطي للأمور ومن هم على خطه والاستماع لهم بآذان صاغية وتقبل قولهم بسذاجة لا تكلف صاحبها الغريب على الأمر عناء التساؤل والتفكير فيما سمع.
تصنيف: