تفيد مصادر مقربة من إدارة قناة الساحل التلفزيونية أن القناة تبذل جهدا كبيرا بغية استئناف بثها عاجلا بعد ما انقطع منذ يومين بسبب إضراب شل العمل نهائيا فيها. ويعود سبب الإضراب إلى رفض العمال لتأخر في الرواتب يتراكم منذ عدة شهور طال كل العاملين الذين يقارب تعدادهم 60 موظفا وعاملا. وهذا العدد الضخم من العمال يطرح سؤالا محيرا : كيف يمكن لمؤسسة إعلامية موريتانية متواضعة في بدايات مشوارها المهني امتصاصه بفعالية ؟
كما علمنا ايضا أن الحجم الكلي للرواتب يتراوح بين 4 إلى 5 ملايين أوقية وهو مبلغ مفرط هو الآخر مقارنة بالموارد المالية لللقناة التي يبدو أنها تضاءلت بشكل خطير منذ أن أوقفت الدولة بند الإشهار في فبراير الماضي.
ومن جهة أخرى، بينت تحرياتنا ان الإضراب لم يشمل كافة العاملين بالقناة : على الأقل 10 أفراد جلهم صحفيون منتجون لم يلتحقوا بالمضربين، غير أنهم غير قادرين على مواصلة البث بسبب غياب فنيين بين صفوفهم.
ويقول أحد هؤلاء ـ أبو بكر ولد دهماش ـ أنه لا يوافق على الطريقة التي اتبعها المضربون.. لأنهم ـ حسب قوله ـ "لم يقدموا إشعارا قبل أن يقدموا على هذا القرار المتسرع". ويضيف أن "نقاشه لم يتم بالدرجة الكافية بين العمال".
وتفيد تحرياتنا كذلك أنه قد يكون من أسباب عدم التفاهم بين العمال حول الموضوع وحول طرق طرح مطالبهم بشكل عام غياب إطار نقابي.. حيث يبدو أنه لا يوجد لديهم لا مناديب ولا نقابة. مما يدفع بهم إلى التصرف بدون مؤطر وبدون محاورين مؤهلين للتفاوض مع رب العمل.
وفي هذه الظروف فمن السهل على الإدارة ـ إن شاءت ذلك ـ أن تحاول استبدالهم أو الإستغناء عن بعضهم على الأقل ـ مثل من يبدو أنهم "تزعموا التذمر". بيد أنه يجب أن نعترف هنا أن الإدارة حسب ما فهمنا منها لا تتبنى هذا الطرح كخيار أول. بل إنها تعمل على حل مشكلة تسديد الرواتب قبل الخميس المقبل.
عير أنها في انتظار ذلك بحاجة ماسة وملحة لحلول تضمن للقناة استئناف البث في أقرب الآجال: هل في هذا السبيل ستلجأ مؤقتا إلى خدمات موظفين وفنيين خارجيين؟ الاحتمال وارد جدا...
البخاري محمد مؤمل
تصنيف: