وزير سابق وسفير يحذر: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ...

دعونا نكون واضحين.. إن الإشكالية التي تهمنا على ضوء الحديث عن طرد إمام مسجد في السودان إثناء خطبته. بحجة كلامه عن طاعة ولي الآمر هي في الأساس نازلة فقهية تتلخص في تساؤلات بسيطة جدا : هل يجوز للمسلم أن ينقض صلاة الجمعة بمثل هذه الحجة ؟ وهل يحوز للمسلمين أن يتخذوا المسجد- المراد له أن يجمعهم رغم خلافاتهم السياسية و تعارض مصالحهم المادية- ميدانا لانطلاقة شرارة الثورة و أن يجعلوا من الصلاة الجامعة وقتا مفضلا للحظة الثورية التي تقود عادة إلى الإطاحة الفورية بنظام سياسي، بمعني الثورة كما وردت في تصنيفات كبار المنظرين الثوريين من أمثال ماركس ولينيين و تروتسكي وماو تسي تونغ ،،، ؟ و هل يجوز لمن يدعي انه إسلامي أو مفكر إسلامي أن يضرب بالنصوص الشرعية عرض حائط المسجد و يقدم الثورة ضد نظام سياسي على صلاته ؟

الخلاف قديم قدم مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين. و قد تبين على ضوء تاريخ الحضارة الإسلامية أن الصراعات التي تنطلق من المسجد على خلفية الخلافات السياسية و التناقضات الدنيوية تتحول دائما إلى فتنة عقائدية و إلى تعقد طائفي من شانه أن يعمق الشرخ بين المسلمين لذلك اعتقد أن المسجد ينبغي أن يظل على أساس القاعدة القرآنية "و أن المساجد لله " منبرا للخشوع و مثالا لوحدة المؤمنين في التوحيد.

 و لذلك كنت ولا زلت من دعاة تفعيل قانون المساجد الذي يخول للدولة سلطة على طوائف الإسلاميين من اجل الحفاظ على الأمن العمومي.. و لا زلت اعتقد أن الإسلامي الذي يستغل المسجد للدعاية السياسية سواء كان ضد النظام الحاكم أو معه يعرض الإسلام للشقاق للنفاق و اعتقد أن الإسلام السياسي يقود حتما إلى مأزق و أن الفكر الأنسب للتنظير الثوري هو الفكر الماركسي و ليس إطلاقا الفكر الإسلامي.
عبد القادر ولد محمد

تصنيف: 

دخول المستخدم