وزير الخارجية الموريتاني يدعو الصين إلى تحمل مسؤولياتها تجاه مأساة شعب الروهينجيا المسلم

استغل الوزير الموريتاني للشؤون الخارجية والتعاون الدكتور إسلك ولد احمد إزيد بيه فرصة مشاركته في الاجتماع الواحد والأربعين لوزراء خارجية "مجموعة 77" والصين المنعقد يوم الجمعة الماضي 22 سبتمبر  في نيويورك،  ليوجه رسالة إلى الصين الشعبية حول ما صار يعرف ب "محنة شعب الروهينجيا".

وقد تم تنظيم هذا الاجتماع على هامش الدورة العادية 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي شارك فيها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز  والقى فيها خطابا قرأه وزير خارجية بلاده نيابة عنه.

يجب على الصين تحمل مسؤولياتها...

ففي كلمته بمناسبة هذا الإجتماع خصص ولد احمد إزيد بيه فقرة من خطابه لمعاناة هذا الشعب المسلم، داعيا الصين بصورة صريحة وجريئة إلى تحمل مسؤوليتها أمام " هذه المأساة الإنسانية." على حد تعبيره؛ فقال :

يتعرض شعب الروهينجيا للاضطهاد و التشريد ؛ إن موريتانيا تطالب مجموعة السبعة و السبعين و الصين بتحمل مسؤولياتها تجاه هذه المأساة الإنسانية."

ومن المعروف أن الصين تُعَد من أعظم الفاعلين الدوليين الرئيسيين الذين يحسب لهم حسابهم في التأثير على السلطات البورمية المتهمة - ليس فقط باضطهاد وظلم وقمع المسلمين الروهينجيا فحسب- بل بإتباع سياسة تقوم على تهجيرهم وإبادتهم. و يتهم مراقبون ومنظمات حقوقية دولية السلطات الصينية بغض الطرف والسكوت فيما يعني هذه السياسة الإجرامية.

من نور الله قلبه، فالإشارة تكفيه...

إلا أن الوزير الموريتاني فضل تجاوز هذه العقبة ليخاطب الصين من منظور مخالف لرؤية منتقديها فيما يتعلق بالموضوع. ولهذا الغرض اختار الظرفية بشكل يسمح له بالتحدث في المسألة بطريقة مقبولة لا تثير الحساسيات لدى مخاطبيه : وجه نداءه  إلى جميع أعضاء "مجموعة 77" والصين معا، حيث  طرح على كل المشاركين سويا  قضية الروهينجيا، طالبا منهم تحمل مسؤولياتهم دون أن يعلن تمييزا بين الصين والآخرين.

غير أنه يعلم - والمشاركون في الاجتماع أيضا يعلمون - أن الصينيين هم المعنيون الأوائل بندائه. لأن الحديث حول هذا النوع من القضايا يدخل في ميدان مفارقات الدبلوماسية واكراهاتها التي تستدعي أساليب مكنونة ومعلنة في نفس الوقت.. يكتفي فيها المرسل  والمتلقي بالتعامل مع الرسالة عبر إشارات عامة تفتقد عمدا إلى الدقة حتى تليق بكل طرف. وكأن هذا النوع من التعامل الدبلوماسي يقوم على شعار "من نور الله قلبه فالإشارة تكفيه".

وهنا - أي: في هذه الحالة بالذات، يمكن الجزم فعلا بأن وزير الخارجية الموريتاني السيد إسلك ولد احمد إزيد بيه عمل بمقتضى هذا الشعار فيما يعني تعاطيه مع الصين  ومأساة الروهينجيا. نوَّر الله قلبه.

البخاري محمد مؤمل

تصنيف: 

دخول المستخدم