هكذا تعاون الكنيسة المحتاجين...* ( مقتطف من رواية موريتانية ذات بعد عالمي غير مسبوق)

"فجأة انفتح باب سري في الجانب الغربي لجدار المكتبة.. وخرج منه الراهب "مورونتيوس".. كان يرتدي ملابس كهنوتية حمراء، عليها صليب ابيض ذو سبعة أطراف، على شكل أسهم تلتقي رؤوسها في الوسط. كان يرتدي فوق الملابس الكهتونية معطفا أميريا اسود، وقد وضع على رأسه تاجا ذهبيا، تعلوه دائرة وسطها نفس الصليب الأبيض ذي الأسهم المتجهة نحو الداخل.

وقف الجميع في موقف مهيب...

كان الراهب يتحدث بشكل مختلف تماما عن ما كانت عليه هيأته ومزاده الأريحي، منذ ساعات فقط، عندما كان يخاطب المدعوين في بداية الحفل.

-"صحيح أننا مجرد دولة افتراضية، بلا أراض ولا شعب. بينما يرفض العالم الاعتراف حتى الآن بدول لها شعوب ولها أراض.. لكننا موجودون رغم ذلك..

وصحيح كذلك، بأن "نابليون" قد طرد أسلافنا من مالطا، أثناء حملته على مصر سنة 1798.. كما طرد السلطان "الأشرف صلاح الدين خليل"، سنة 1291، أسلاف أسلافنا من "عكا".. ورغم كل ذلك بقينا منظمة دينية حقيقية.. فالقسم الأكبر منا رجال دين وقساوسة، لكنهم متنورون. ولنا تقاليدنا وشعائرنا الراسخة، كما أننا نعير الجانب الدبلوماسي والبروتوكولي أهمية بالغة في عملنا. ونسعى إلى ربط أنفسنا بعلاقات واسعة مع أغلب دول العالم.

ونحن نبذل جهدا كبيرا لتقديم العون للمحتاجين، لكننا نرى بان العمل الخيري لا ينفصل عن النشاط التبشيري، والأموال لا تُدفع بغير مقابل."[i]

 

   

 


* هيئة تحرير " موريتانيا المعلومة" هي من وضعت عنوانا لهذا المقتطف.

[i]    نقلا عن : محمد السالك ولد إبراهيم: "لغز إنجيل برنابا"، صفحة: 141-142

تصنيف: 

دخول المستخدم