نقل جامعة تجكجة : "أهين عش ولد محمدي من قتله".

اهل تجكجة يقولون للحكومة : بخصوص الجامعة : "أهين عش ولد محمدي من قتله".
أخترت المثل الشعبي أعلاه؛ للحديث عن تراجع الحكومة عن مشروع " جامعة تجكجة ".
لأن بعض الأحداث والمواقف؛ لا يمكن التعبير عنها إلا من خلال الايحاءات الانتروبولوجية المأخوذة من التراث الشعبي.
ولمن لا يعرف القصة من شباب اليوم.
تقول الرواية؛ أن الشاعر النابغة؛ محمدو ولد محمدي؛ (نزل ضيفا عند رجل ذو بقر كثير؛ ولم يقم الرجل بواجب الضيافة بحق ولد محمدي؛ وعندما عرف في الصباح؛ أنه هو الشاعر المشهور؛ محمدو ولد محمدي؛ قال : له؛ سأقتلك؛ فرد عليه الشاعر محمدو ولد محمدي؛ بسرعة بديهيته المعهودة: " أهين عش ولد محمدي من قتله").
فأهل تجكجة يجدون أنفسهم اليوم؛ يردون على قرار الحكومة؛ بنفس المثل الشعبي؛ وهو أن توفير الماء لساكنة تجكجة أسهل وأوجب من التعلل بعدم وجود الماء بالمدينة؛ للتراجع عن مشروع استراتيجي بحجم جامعة؛ ينبغي تعميمه على جميع عواصم الولايات؛ لأهمية تعميم مؤسسات التعليم العالي في تحقيق أهداف التنمية والنهوض بأوضاع البلد؛ ولثبيت السكان في أماكنهم الأصلية؛ وكذلك تحقيق التوازن بين مختلف مناطق موريتانيا؛ تكريسا للعدالة في توزيع منافع النشاطات الاقتصادية.
وفي هذه الحالة؛ تكون تجكجة هي؛ أولى مدن موريتانيا بتأسيس جامعة بها؛ لإشعاعها التاريخي والحضاري؛ داخليا وخارجيا؛ فهي بحق مدينة العلم والعلماء.
كما أن موقعها الجغرافي يؤهلها لذلك؛ بوصفها " واسطة العقد في الجغرافية الموريتانية" لتوسطها البلاد.
لكن ما يثير الأستغراب في قرار الحكومة؛ أمرين:
أولهما: تعللها؛ بندرة المياه في تجكجة؛ في الوقت الذي تعاني كل مدن موريتانيا؛ ليس فقط من ندرة المياه؛ بل أن اغلبيتها تعاني العطش؛ فعلا لا قولا؛ بما فيها نواكشوط العاصمة.
ثانيهما: أن الحكومة بهذا القرار؛ تتخلى عن واجبها الأول؛ وهو توفير مقومات الحياة لشعبها؛ ومن المعروف؛ أن توفير الماء للساكنة؛ يأتي على رأس تلك المقومات؛ فالماء هو الحياة؛ لقوله جل وعلا : (وجعلنا من الماء كل شيء حي).
خلاصة القول: إن على الحكومة الموريتانية توفير المياه لساكنة تجكجة بالسرعة المطلوبة؛ وأن تستمر في العمل من أجل إنجاز مشروع جامعة تجكجة.
والأهم من كل ذلك الإعتذار لأهل تجكجة عن تصريحات الوزير الناطق باسم الحكومة؛ باعتبار؛ تصريحه بخصوص التراجع عن مشروع الجامعة؛ كان خطأ فادحا لما يحمل من معاني الاستهزاء بحق مدينة تجكجة وبحق تاريخها الحافل.
ديدي ولد السالك

تصنيف: 

دخول المستخدم