نتنياهو في ورطة تطال وتخيف بايدن...

نتانياهو يبحث عن ضالة تبدو مستحيلة المنال: حرب أو عملية عسكرية "مثمرة" تنهي الحرب في غزة وتصون له ماء الوجه. في انتظار الحصول عليها، فعليه أن يعمل بمعكوس مقولة المُنظٍّر الاستراتيجي الألماني كارل فون كلاوزفيتز.

فإن كانت "الحرب هي مواصلة السياسة بوسائل أخرى"-حسب هذا الاخير، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي وفريقه مجبرون على المفاوضات وقبول الهدَن، ريثما يحصلون على مخرج عسكري من حرب الإبادة التي أقدموا عليها في غزة، والتي تبين فشلها الذريع؛ بينما لا يمكنهم الخروج منها هكذا ولا مواصلتها كما أعلنوا ورددوا مرارا وتكرارا، بكل غطرسة ووقاحة. ولا حل عسكريا يلوح في الأفق لورطتهم.

حتى الولايات المتحدة، فها هي عاجزة عن اخراجهم من المأزق، رغم ترسانتها العسكرية الفظيعة ومواردها المالية الهائلة التي وفرتها بسخاء لإسرائيل منذ عملية "طوفان الاقصى". بل أصبح الرئيس جو بايدن وفريقه يبحثون عن مخرج لأنفسهم، خائفين من أن تغمرهم موجة التداعيات السياسية الخطيرة، الداخلية والخارجية، لهمجية إسرائيل في غزة وفلسطين.

فدعم الرئيس الأمريكي، الأعمى والمطلق، لحرب الإبادة وجرائم الحرب التي تقوم بها إسرائيل منذ 07 أكتوبر الماضي يلقى اليوم رفضا متزايدا في العالم وفي الرأي العام الأمريكي. كثيرة هي الأصوات المنددة بتلك الجرائم. حتى داخل الحلفاء التقليديين للدولة اليهودية نشاهد استنكارا شديدا من طرف حكومات أوروبية عديدة: في اسبانيا، في البرتغال، في إيرلندا...

أما داخل الولايات المتحدة، فيلاحظ نمو حركة قوية مناوئة لإسرائيل ولموقف بايدن وإدارته مما تقوم به: تشير استطلاعات للرأي إلى أن شعبية الرئيس الأمريكي هبطت في الأسابيع والأيام الأخيرة بدرجة قوية خاصة في أوساط الشباب، حيث تزيد في هذه الفئة نسبة معارضي سياسته الحالية تجاه إسرائيل على أكثر من 70%.  وهذا أمر مخيف بالنسبة لبايدن علما أنه بدأ خوض حملة رئاسية صعبة.

فخلافا لحساباته السياسية الأولية، فإن دعمه الأعمى لجرائم النظام الصهيوني في طريقه إلى أن يأتي بنتائج عكسية. وسبق لنا أن توقعنا هذا الأمر، لما بينا كيف ولماذا اصبح "الرئيس بايدنْ كمن فاق على الفأر...").

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

 

تصنيف: 

دخول المستخدم