شرَّفْتُ حرفِي بوصل الهاشميِّ فَلَا ** تَسلْ ذُرى النُّورِ مَا أَغْرى بِهَا الْجُمَلا ؟ !
إِنِّي وَ مُفْتَتَحُ الأُخْرى شَفَاعتُهُ ** أراهُ مُفْتتحَ الدُّنيا لِمَنْ عَقِلاَ
مُضَيَّعاتٌ قَوافِيَّ الَّتِي سَلَفتْ ** ما لمْ تَكُنْ مِنْ لَيَالِي الرَّيْبِ مُغْتَسَلاَ
سَأجعلُ العُشب جِلباباً لقافِيَتِي ** و أمنح اليائسين الضوء و الأَمَلَا
و أصْبُغ الدمع بالأشواقِ طافِحَةً ** إلى البشيرِ النَّذيرِ الخاتمِ الرُّسُلاَ
مُعلِّلاً عَبَراتِي بِالوُصولِ فَمَنْ ** يَقِفْ عَلَى بَابِه حُبًّا كَمَنْ دَخَلَا
هذا حبيبي لواءُ الحمدِ فِي يَدِه ** فلستُ مُتِّخِذَا منْ دونِهِ السُّبُلَا
طالتْ مُعاقرتِي خَمْر الكَلامِ فَمَا ** أَغْنتْ وَ هلْ أَحدٌ قبْلِي بِذاكَ سَلاَ ؟ !
لكنْ سأُنفِقُ عُمْري في مَحبَّتِه ** رجاءَ مَغفرةٍ أمْحُو بِهَا الزَّلَلَا
أهْدَى سُراقةَ مُلكًا يومَ همَّ بِهِ ** فكيْفَ يَحرِمُ منْ أهْدى لهُ المُقَلَا ؟ !
يا مرفَأَ الحُبِّ يَا مِسكَ الخِتامِ وَ يَا ** عمامةَ الْمَجْدِ يَا أَعْلَى الأنامِ عُلَا
أتيْتَ فَالحِقَبُ الخرساءُ نَاطِقَةٌ ** و الكوْنُ يَرجُفُ تصديقًا بِمَا نَزَلَا
كَأنَّ غَارَ حِراءٍ إذْ مَكَثْتَ بِهِ ** أرادَ وجْهَكَ دُونَ الْخَلْقِ فَانْعزَلَا !
فَكُنتَ آخِرَ مَبْعوثٍ وَ أكْرَمَهُ ** وَ كُنْتَ أَوَّلَ شَمْسٍ تَصْعَدُ الْجَبَلَا !
بَدَأْتَ فرداً فَأفراداً فَطائفةً ** فَأُمَّةً تَغْرِسُ الْأَنْوارَ وَ الْمُثُلَا
جَادَلْتَ قَوْمَكَ بِالْحُسْنَى مُجَاهَدَةً ** وَ جِئْتَ بِالحَقِّ وَ الْبُرهانِ مُكتَمِلَا
آيَاتِ صدقٍ مِنَ الْفُرقانِ مُعْجِزَةً ** غَرَّاءَ لَا وَهَنًا ضَمَّتْ وَ لَا خَلَلَا
تَلوْتَهَا و أَمرتَ العالمينَ بِهَا ** مِنْ بَعدِمَا حَكَّمُوا الأصنامَ وَ الدَّجَلَا
وَ النَّاسُ فِي مِلَّةِ التَّقْوَى سَوَاسِيَةٌ ** فَيَمَّمُوا بِهُداكَ الْعِلْمَ وَ الْعَمَلَا
العَدْلُ حُكمكَ وَ الإحسانُ ذُرْوتُهُ ** نَداكَ يَا خيرَ منْ أَعطَى وَ منْ عَدَلَا
إِنْ تُبْلِ دِرْعِي سَكَاكِينُ الزَّمانِ فَقَدْ ** جَعلتُ مدحَ رسولِ اللهِ لِي حُلَلَا
أَلْهَى الزِّحامُ سُراةَ الْقَوْلِ فَانْشَغَلُوا ** وَ مَا رَضِيتُ سِوَى تَوْقِيرِهِ شُغُلَا
عِزُّ الْمُحِبِّينَ إِنْ هَامُوا بِطَلْعَتِهِ ** وَ بَهْجَةُ الشِّعرِ إِنْ غَنَّى لَهُ جَذَلَا
يَا آيَةَ الْخُلُقِ الْكُبْرى وَ أَجْمَلَ مَنْ ** مَشَى عَلَى الْأَرْضِ أَوْ فَوْقَ السَّمَاءِ عَلَا
تُغَالِبُ الرُّوح أَوْجَاعِي وَ لِي أَمَلٌ ** أَنَّ الرِّضَا بِكَ يُنْسِي الْهَمَّ وَ الْعِلَلَا
مَحَوْتَ كُلَّ ضَلالٍ بِالْهُدَى وَ سَمَتْ ** بِكَ الْخِصالُ فَمِنْهَا يَقْبِسُ الْفُضَلَا
و ( ما تظنون أني فاعل بِكُمُ ؟ ! ) ** ذاكَ الْعطاءُ .. وَ هَلْ يَوْمًا أَجَبْتَ بِلَا ؟ !
مِيزَانُكَ الشَّرْعُ لاَ تَخْفَى مَعالِمُهُ ** وَ حَسْبُكَ اللهُ لَا تَبْغِي بِهِ بَدَلَا
تَقُولُ ( أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْ دِيبِي ) فَمَا قَوْلُهُمْ فَخْرًا أَنَا ابْنُ جَلَا ؟ !
مُحمَّدٌ سُلّم الدَّاريْنِ بَابُهُمَا ** تَاجُ الْمَكارِمِ زَادُ الصَّحْبِ وَ الْجَفَلى
أَحْبُو إِلَى قِمَّةِ الْمَعْنَى لِأَلْثِمَهُ ** وَ يَا سُرورَ فَتًى مِنْ صَفْوِهِ نَهِلَا !
وَ تَنْتَشِي لُغَتِي بِالْوَصْفِ شَاكِرَةً ** أَنَّ الْبَيَانَ بِحَمْدِ اللهِ مَا خُذِلَا
و كَيْفَ لاَ تُدرِكُ الألْفَاظُ غَايَتَهَا ** إِنْ كَانَ مَنْ قَصَدَتْهُ سَيِّدَ النُّبَلَا ؟ !
أَتَى الْمدينة فَاخْضَلَّتْ حدائِقُهُا ** سِلْمًا وَ كَانَ أُوَارُ الحرْبِ مُشْتَعِلَا
آذَاهُ مَنْ سَفِهُوا بِالْكُفْرِ أَنْفُسَهُمْ ** فَمَا تَوَعَّدَهُمْ بَغْيًا وَ لاَ جَهِلاَ
إذا غزا فبأمر الله غَزْوَتُه ** لا غَضْبَةً لحظوظ النفس أو خَطَلاَ
هذي صحائفنا في الحرب ناصعة ** ما دنَّستْ حُرُما ما بادَأتْ مِلَلا
يا قومُ لا تقتلوا طفلاً و لا امرأةً ** و لا المُسنَّ وَ لاَ ذَا الدَّيْرِ مَا اعْتَزَلَا
رِفْقا بأسراكُمُ .. لا تَقطعوا شَجرَا ** لا تَخرُجُوا بَطَرًا .. لاَ تَحرِقُوا نُزُلاَ
لَو اتَّبَعْنَا خُطَى المُختارِ مَا لَعِبتْ ** بِنَا القُرونُ وَ لَا ضاقَتْ بِنَا خَجَلا
مَا لِلْيَراعِ شَكَا بَثِّي فَعاتَبَنِي ** وَ لا أشدَّ مِنَ الغَالِي إذا عَذَلَا ؟ !
تَنْهِيدةٌ خَرَقَتْ كَتْمِي فَقلتُ لَهَا ** عُودي إلى المَدْفَن النَّائِي وَ لَوْ أَجَلَا
شواطئ النُّورِ قدْ نادتْكِ فَاغْتَرِفِي ** عَذْبَا فَلَا كَدَرًا جَاوَرْتِ أوْ وَشَلَا
جُرحُ النَّوائِبِ في قلبي أُكَابِدُهُ ** مَسَحْتُهُ بِيَدِ الْأَمْدَاحِ فَانْدَمَلَا
إنِّي إذا نَثَر الهادي كِنَانَتَهُ ** وَ أَحْسَنَ الشِّعْرُ فِي سَامِي الذُّرَى الْجَدَلَا
دَعوْتُ فِي صَلَواتِي أنْ أكونَ بِهَا ** سهمًا فَأجْعَل مِنْ حسَّانَ لِي مَثَلَا
ها قد تَبِعْتُ الْأُلَى شَفَّتْ عِبَارَتُهُمْ ** وجدًا بِه وَ تركتُ النَّدْبَ وَ الطَّلَلَا
لَا تَرتَعُ الرُّوحُ إِلَّا فِي مَحاسِنِه ** وَ لَا مَخُوفَ إِذَا قلبٌ بِهِ اتَّصَلَا
طوبَي لِمنْ عَشِقُوا أطيابَ سيرتِهِ ** فَمَا اسْتعاضُوا بِها رأيا وَ لا نِحَلَا
و إنَّ موعدَكُمْ بالحوضِ تَذْكِرةٌ ** لِذَا أُجادِلُ حُسْنَ الظنِّ وَ الْوَجَلَا
بِشارةٌ لِأَسارَى الذنبِ نِعْمَتُه ** وَ رحمةٌ بِسَنَاها الدينُ قدْ كَمُلَا
فَرَوِّنَا يَا كريمَ العفوِ مِنْ يَدِهِ ** وَ نَجِّ منْ كُرُباتِ الحشر منْ غَفَلَا
دَعَا بأنْ يَصِلَ الأرحامَ قاطِعُهَا ** و بالزكاة فلا عذرٌ لِمنْ بَخِلَا
و بالصّلاةِ و بِرِّ الوالديْنِ وَ أنْ ** نَرضَى بخالِقِنَا لَا اللاتَ أوْ هُبَلَا
لمْ تَبْقَ مَوْؤُودَةٌ إِلاَّ بِهِ فَرِحتْ ** هُوَ الحياةُ وَ كانُوا قَبْلَهُ هَمَلَا
مَحَجَّةٌ سمحةٌ بيضاءُ واضحةٌ ** مَنْ عَافَهَا حَصَدَ الْخَيْبَاتِ وَ الْخَبَلَا
يَا رَبّ هلْ لِبَنِي الإسلامِ مُنتَصِرٌ ** إِلَّاكَ يَكْشِفُ هَذَا الطَّارِقَ الْجَلَلَا
فَتَأنَسُ الرُّوحُ بِالأقْصى وَ تَحضُنُهُ ** وَ يَسْعَدُ الْقلبُ بِالْمظْلومِ مُحْتَفِلَا
أَخِيطُ مِنْ كَلِمَاتِي وَشْيَ عَاطِفَةٍ ** سَلْوَى لِمَنْ تَعِبُوا مَرْسُومةٍ شُعَلَا
وَ تَقْرُبُ الشَّمْسُ مِنِّي كَيْ أُلاَمِسَهَا ** فَيَهْتِفُ الحقُّ ضُمِّي ذَلِكَ الرَّجُلَا
تصنيف: